موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

عطسة بقلمابراهيم مصري النهر

162

عطسة بقلمابراهيم مصري النهر


استقل الحافلة في الصباح الباكر لأحد أيام الشتاء للذهاب لعمله، ورائحة التراب المبلل بمطر ليلة البارحة تداعب أنفه، وبعض القطرات ما زالت عالقة ببقايا أوراق الشجر الصفراء المتشبثة بأخر الأنفاس بأغصانها.. فجأة أثناء الطريق؛ تقلصت ملامحه، وزاغ بصره، واحتبست أنفاسه، وقبل أن يحول وجهه وينحني…أتش…!!!
عطسة كما ترون، والعطس ليس محظورا على أحد في أي مكان.. إذ يعطس الغني والفقير والوزير والخفير، بل وحتى رؤساء الدول والأمراء والملوك يعطسون وأيضا فجأة وبدون سابق إنذار.. الجميع يعطسون.
لم يشعر بأي حرج، مسح أنفه بمنديل، ونظر حوله ليرى ما إذا كان قد أزعج أحدا بعطسه، وجد الجميع يضعون أيديهم على أنوفهم وممتعضون ويتمتمون بشيء ما، وأحس بالحرج عندما رأى العجوز الجالس أمامه يمسح صلعته ورقبته ويتمتم هو الآخر بشيء ما.. وفي الحال، وفي صوت واحد، طالب جميع الركاب السائق بالوقوف، وقفزوا جميعا خارج الحافلة، لم يبق إلا صاحب العطسة.. أكمل السائق رحلته، وهناك، وفي محطة نهاية الرحلة طالب السائق صاحب العطسة بدفع أجرة الحافلة كاملة.
أسند صاحب العطسة رأسه إلي مسند الكرسي الأمامي وتمتم: كم كانت مخيفة هذه العطسة.. ولكن لن تكون مكلفة، كفانا أن كل شيء مكلف في زمن الكورونا، ثم قام يعطس ويقترب من السائق، والسائق يتقهقر إلى الخلف ويبتعد ثم استدار وركض.
د. إبراهيم مصري النهر

التعليقات مغلقة.