عقدة الخواجة
ـ قلم أسـمـاء الـبـيـطـار
زمان و إحنا صُغيرين كنا بنشوف الناس اللي بتسافر برة دي كأنها مسافرة القمر !!
يعني نظرة أغلبنا كانت كده ،، و طبعاً النظرة ليهم بتتغير و لا كأنهم مسكوا منصب مهم في الدولة ،، أو بقوا من ذوي الأملاك .
كانت الناس بتستني الهدايا منهم كأنها جايه من السما !!
حتى لو أبسط حاجة ممكن تتخيلها المهم إنها حاجة بره !!
لحد أنا ما سافرت بره و قعدت فترة لا بأس بها و شوفت الدُنيا اللي الناس كانت مبهورة بيها دي على حقيقتها
دنيا عااادية جدا جدا جدا فوق ما تتخيلوا ،، دُنيا عايش فيها ناس زينا زيهم و يمكن إحنا بأمانة وضعنا أحسن ألف مرة .
لدرجة إن بابا الله يرحمه كان مفكر إن البلد اللي سافرت ليها لسه وسيلة النقل فيها الجمل و الحصان .
آه و الله .. و فعلاً كان التطور فيها يا دوب بيقول يا هادي .
و مع الوقت اللي قعدت فيه بدأ يزيد و طرق و شوارع و أماكن كتير بدأت يدخلها مظاهر الحداثة .
المهم علشان ما نتوهش من بعض نرجع لموضوعنا
كنت بقول لقيت برة ده ناس عادية عايشة زينا مش عاجبها حالها ،،
و مش عاجبها المرتب اللي بتاخده و مش بيكفيها ،، و عايشين أغلبهم على القروض اللي من البنوك و يمكن بيفضلوا مديونين طول عمرهم لييييييييييييييه؟؟
سؤال جميل .. لأنهم مش عايشين عيشة أهلهم باصين لبعضهم دا عمل بيت ،، و دا عنده سيارتين سيارة صالون ،، و سيارة دفع رباعي ،، و دا عنده ،، و دا عنده ………… .
و هي دي عيشتهم ببساطة .
و طبعاً اللي كان مغترب مرتبه لازم يعمل منه حاجة لأنه مسافر علشان كده،، و طبعاً الواحد شاف نماذج غريبة ،، علشان تنزل بالهيئة اللي حضرتك مبهور بيها كان يمكن بيحرم نفسه من حاجات كتير .
الهدايا اللي كان بيجبها ،، و اللي يمكن حضرتك تستقلها جاية من شقى ،، و من تعب ،، و بعض الدول فيها ذل نفس كمان خصوصًا لو العمل خاص و فيها كفيل و الباقي أكيد ناس كتير فهماه .
و على فكرة ..
بعض الهدايا اللي كنت بجبها أنا شخصياً كان مكتوب عليها صنع في مصر أه و الله
يعني من الأخر
عقدة الخواجة دي عفواً ثم عفواً عند الناس اللي ما سافرتش بره و شافتش البلاد دي،، و شافت أوضاعها على حقيقتها.
ندخل بقى في موضوعنا كـ العادة ..
و الخواجات اللي طلعوا في أزمة زي اللي إحنا فيها دي و فيرس لا يُرى بالعين المجردة كشفهم على حقيقتهم
و خلاهم بيلفوا حوالين نفسهم .
الخواجات ..اللي ما كناش نتخيل إنهم هيرجعونا لعصر القرصنة الجوية.
الخواجات .. اللي بقى عندهم سطو مسلح على المحلات التجارية و نهبها .
الخواجات ..اللي انكشفت انظمتهم الصحية و المالية .
الخواجات .. اللي أموال شعوبها مكرثه لدمار البشرية .
الخواجات .. اللي إحنا شايفنها من بره زي البت اللي بتتذوق علشان تداري ملامحها الحقيقة .
و تييجي شوية مطرة و شوية رطوبة في الجو تكشفها على حقيقتها .
أحلى حاجة في البلد اللي إحنا فيها دي إنها على طبيعتها بأسوء حاجة ممكن تتخيلها فيها .
أزمة زي دي و اللي العالم كله أتعرض ليها يمكن نداويها بأبسط الأمور و الحلول .
و أظن النسب في العالم كله مش خافيه على حد .
كان في مسلسل بسيط إسمه الوتد على ما أعتقد ،، لهدي سلطان و يوسف شعبان و كوكبة من النجوم .
في جزء من حلقاته إن وباء الكوليرا أنتشر في البلد قامت من نفسها
قفلت على نفسها و على عيالها بأمر مباشر منها و محدش قدر يكسر لها كلمة رغم بساطتها كان وعيها جميل جداً جداً .
و أمر مباشر إن واحد بس اللي يخرج و يدخل يجيب اللازم من بره .
من غير بقى ما تدخل نفسها في حسبة بيرمه و مين خرج، و مين دخل، و مين هيعدي، و مين هيروح الحجر ، و مين و مين و مين
البساطة اللي إحنا اخدناها عندما لزم الأمر و اللي لحد دلوقتي مش عاجبه ناس !!
المهم ..
عقدة الخواجة دي لازم تتحل من نفسك أنت مش من اللي ربهالك .
التعليقات مغلقة.