موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

على قائمة الانتظار بقلم مرفت السيد أحمد عبد الحميد

398

على قائمة الانتظار بقلم مرفت السيد أحمد عبد الحميد

انتصف الليل …بعد أن أرخى ستاره على البسيطة ، الجو تكتنفه برودة قاسية، والضباب قد اشتد ….
فالفصل فصل شتاء ، والدنيا يعمها السكون إلا من طوارق الليل ، فقد أسرع الناس إلى مراقدهم طلبا للدفء .

صيحة غريبة ملأت هذا الجو الهادئ ؛ فهب الجميع الصغار والكبار مذعورين يثيبون من فوق فراشهم مسرعين إلى هذا الصوت محاولين أن يتبينوا من أين يأتى ….؟
كان مصدر الصوت زوجة الحاج صابر إبراهيم تحاول أن تستنطق زوجها لكنه لم يرد ولأن قلبها لا يعرف الكتمان ،ساعدتها جوارحها على إذاعة تلك الرجفة بعد أن انتهى صبرها .

هرول أبناؤها إلى الطبيب المعالج يجرونه جراً إلى منزلهم. تحسس الطبيب نبضه وأكد موته …
تهاوت عبارات التعازى على أفراد الأسرة وامتلأت الدار عن أخرها..

فى ركن بعيد في المنزل… يجلس طفل لم يتعد العاشرة من عمره ،امتلأ وجهه وقلبه بالحزن
والحزن إن بدأ مع الطفولة يكبر ويزداد كما تزداد أوراق الشجر.
كان شارداً يكفكف دموعه ،
يحاول ألا يتأرجح فى مهب حزنه ، وضع على كاهله مسؤولية الأسرة _ رغم وجود من هم أكبر منه _ وكيف لا وهو مثلما حمل ملامح أبيه حمل أيضا نفس اسمه و كأن أبيه يعلم بأنه البديل.

تشرب صابر أخلاق الصعيد التى كان يسكن في أحد قراها………أكمل دراسته بعد عناء ، وتقلب فى متاهة البحث عن عمل مناسب يكفى حاجاته وحاجة أسرته ..
وعلى مضض احترف مهنة تركيب الرخام ..كان النجاح حليفه فى كل وقت فى دراسته وفى مهنته ، عمل أيضاً ممرض فى أحد المستشفيات..
وعرف صابر بعدها أن للحياة فصولاً مغايرة ربما لم يكن يتوقعها هو نفسه لم تكن تلك الفصول التى تنطوى على اليأس والحزن و الحرمان ..

ترعرع صابر وبلغ مبلغ الشباب عاش قصة حب على أمل أن تنسيه آلام الماضي ، وبها يندمل الجرح وتعود الحياة إلى حركتها واستمراريتها
لكن اُنتُهِك الجسد مع تفاقم حاجات الأسرة وأعبائها . اعتقل قلبه وأخذ بزمامه ليواجه حاجاته .

ظهرت عليه علامات الهزال والضعف والوهن أُصِيب بالإغماء مرات ومرات …
.أقنع نفسه بأن الأمور قد تعود إلى طبيعتها لو أخذ قسطاً من الراحة .

عرض نفسه على أحد الأطباء فى المشفى الذي يعمل به . وقص عليه آلامه طلب منه إجراء عدة فحوصات وبعدها صدرت تعليمات الطبيب بعدم مغادرة المشفى للمبيت تحت الرقابة الطبية والذى تأكد بعد أخذ عينة من النخاع العظمي إصابته ب لوكيميا الدم من الدرجة الثالثة شرح الطبيب له بالتفصيل وضعه الصحي وخطة العلاج وضرورة الالتزام بالخطة .

ذهب بعدها إلى بيته استلقى ساعات وساعات يحاول استيعاب ما حدث ، أخذ يتلو بعض الآيات القرآنية لعلها تريح قلبه
وبعد تفكير قرر أن يتحمل وحده آلامه على أن يخبر والدته ويجعلها تعيش تجربة والده مرة أخرى وهو العائل الوحيد لها ولأخته بعد أن تنصل أخواته من مسؤوليتهم ..
صابر إبراهيم الذي لم يتعد فى ذلك الوقت الثلاثين من عمره بدلاً من انشغاله بتجهيز فرحه
رسمت الهالات السوداء خرائطها حول عينيه ، الشحوب يغزو ملامح وجهه ، تخلى عنه شعر رأسه
ملامح المرض اللعين تلتف حوله تفضح سره ، شعر أنه مجرد رقما فى سجلات هذه البلد المنسية .
ظل يستقبل نظرات الشفق ممن حوله ، تبخرت أحلامه وتبددت آماله ، ودوّن اسمه فى قائمة الانتظار.
وفى كل لحظة كان يسأل ربه أن يغفر له ويفتح له أبواب رحمته …

مصر

التعليقات مغلقة.