عليه العوض قـصـة قـصـيرة …بـ قلم أسـمـاء الـبـيـطـار
خرج عم صالح يتخبط و هو لا يدري إلى أين ؟
بدأت القصة عندما اجتمع أبناؤه الخمسة ، يتشاورون في أمر بيت العائلة الذي يسكنه أباهم وحده ، بعد أن توفت أمهم منذ عدة سنوات، دون أن يشعر بوحده أو ملل ، فكان البيت مليء بالذكريات ، كل ركن فيه ، و كل حجرة حكاية يسعد بها ، و لا يمل تكرارها كل ليلة .
و قد فوجئ عم صالح بأبنائه و دون سابق إنذار وهم يعرضون عليه أن ينتقل معهم للعيش في القاهرة ، و أن ينزل معززا مكرما عند كل منهم مده اسبوع ، لأنهم مشغولون و لا يستطيعون أن يأتوا لزيارته من حين لأخر ، و أن البيت أصبح متهالكا و لابد أن يُباع قبل أن يسقط و يعزف المشترون عن شرائه ، و وضع ثمن زهيد له .
كل هذا و إبنه الأوسط ” أمين ” جالس و لا يشترك معهم في الحديث فهو يعلم مدى تعلق أبيه بهذا البيت ، و يعلم مدى الحسرة التي تعتصر قلبه مع كل كلمة ينطقون بها .
ثم نظروا لأبيهم و قالوا له :
” ها يا بابا قلت إيه ”
فرد عليهم : و الدموع تملأ عينيه ، و تلعثم في الكلام
و هو يقول :
و على أي باب ستقفون عندما أموت تأخذون عزائي ؟
أين ستستقبلون أهلي و أصحابي و جيراني ؟
أم ستضعوني في قبري و تغلقون عليّ و كأني عابر سبيل وضع في مقابر الصدقة ؟
أتركوكم مني .
و حدثوني عندما تنزلون في أي مناسبة لأعمامكم ، و اخوالكم أنتم و أبنائكم أي منزل سيسعكم يوم ، و إثنين، و ثلاثة ؟
أم إنكم ستقطعون أرحامكم ؟
أخذ كل واحد منهم ينظر إلى الأخر ووجهه مُسود .
إلا أمين كان نظره متعلق بوالده فقط .
و نظر عم صالح إلى أمين و كأنه يوصيه على البيت ، و على إخوته .
و خرج عم صالح و هو يتمتم ” عليه العوض و منه العوض “
التعليقات مغلقة.