عمنا سيد مرسى ورحلة حياة على الحلوة والمرة
بقلمى نور الله يوسف. مروة محمد عبد المنعم
خليك هنا.. خليك بلاش تفارق.. وعدتنى هنكمل المشوار على الحلوة والمرة.. لكن ما دريتوش وأهى فاتت سنة.. بس أعمل لما تندهنى عينه..و أهو أول حبيب وأخر حبيب.. لما بشوفه عاوزة أحضن الأيام.. أشهر، أغانى عمنا سيد مرسى
عمنا الشاعر الكبير سيد مرسى عاش ١٠٨ عام مابين الصبر والفقر والكفاح مكوجى رجل فى حى الجدعان حى بولاق أبو العلا الصدفة لعبت دور كبير فى حياة صبى المكوجى العاشق الولهان.. حبه كان ملهمه وترياق صبره على مر حاله..
إبتسامة القدر مع صدفة وجواب فى جيب مأمون الشناوى
الشاعر الفارس مأمون الشناوى كان يرتدى ملابسه وفجأة وقع من جيب البنطلون ورقة!!فتحها بسرعة..
المفأجاة أنها جواب غرامى بكلمات جميلة جدا
بسرعة نده على الشغالة وقالها:-إيه دا خافت وسكتت..طمنها
وقال لها:_ قولى مين صاحب الجواب دا
قالته له:الواد سيد المكوجى..وما كان إلا لحظة ميلاد غير متوقعة بعد خمسين سنة معاناة مابين حى بولاق وجاردن سيتى فى عالم كى الملابس،..ليحضر لحظة ميلاده عمالقة التأليف والتلحين فى مصر، “ثلاثى الذهب” عمنا الملحن محمود الشريف، والمطرب عبد الغنى السيد،وطبعا الفارس الطيب مأمون الشناوى..ليقرأ عم محمود الشريف الكلمات وسيد المكوجى يرتعد من الرعب..الأستاذ مأمون الشناوى قال له: معك كلمات تانية؟!
قال له كتير يا بيه:_ خلاص هاتهم وتعالى
ليبدأ عمنا محمود الشريف تلحين الغنوة التى طار بها فرحا مطرب الإذاعة المدلل عبد الغنى السيد و يبتسم الحظ لعم سيد والغنوة تكسر الدنيا بلغة أهل الفن..
عم سيد مرة
إشتهر،الشاعر الطيب عم سيد مرسى بهذا الإسم لشهرة غنوته على الحلوة والمرة..لتفتح له الاذاعة باب مجدها عام ١٩٥٥
وسط معارضة شديدة من أهله ووسط إحتفاء شديد من الفارس النبيل مأمون الشناوى الذى ضرب أروع مثل فى الإيثار والحب والعطاء لكل الناس..حتى أطلق عليه
(مديون الشناوى)من كثرة إنفاق ماله على الفقراء
(بليغ حمدى..ووردة..وعم سيد مرسى والمرحلة الأشهر)
ثلاثى النغم.. عمل الشاعر الطيب مع الملحن
الأرق وأمل مصر فى الغناء بليغ حمدى
وقدم معه أروع الألحان هو ونصف روحه ورده فتوكى حتى توفى وهو محب لعم سيد مرسى وكل منهم شارك فى صنع مجد الأخر مابين الكلمة واللحن والغناء
الغريب أن الشاعر سيد محمود مرسى لم يتزوج الخادمة التى عشقها وكتب فيها أروع أغانيه هى كانت مفتاح نجاحه وملهمته.. شأنه، شأن كثير من الشعراء وحالهم مع الحب.. لو كان تزوجها ما كان أبداع كل أغانيه.
نهرب من قدر الله إلى قدر الله وعنبر ٩عظام
سيد مرسى كان يركب مع بليغ فى سيارته الجديدة وكان بليغ يقود مسرعا لأنه سوف يذهب لمقابلة حب عمره وردة خاف عم سيد من سرعة وبليغ وخاصة وعمره كان ستين عاما وقتها..لمح فى طريقه سيارة الكاتب الصحفى “محمود عوض”فطلب منه أن يركب معه لأنه راجل كبير ومش حمل قيادة بليغ المجنون بحب وردة وكان ذلك ١٩٧٤ بالفعل..ركب عم سيد مع الأستاذ محمود عوض..وتمر سيارة بليغ مثل البرق وتحدث المفأجاة السيارة التى ركبها عم سيد تصطدم بالجزيرة الوسطى بالشارع ويصاب عم سيد إصابات بالغة..وينجو السائق الكاتب الصحفى محمود عوض..ويدخل عم سيد مستشفى العجوزة عنبر ٩عظام بكسر فى الحوض وكسور فى باقى جسده ثلاث أشهر لا يأنس وحدته سوى الرديوا..وفى يوم ١٣يناير يدخل رئيس جمعية المؤلفين يحمل معه مبلغ كبير من المال يعطيه له..فيسأله عم سيد أيه دول:فيقول له:_دا حق الأداء العلنى لأغانيك بالإذاعة
ثم يدخل الأستاذ وجدى الحكيم و الشاعر عبد الوهاب محمد ثم يدخل الحنون بليغ حمدى ومعه تورتة عيد ميلاد عم سيد
ومعه الفنانة مها صبرى وعليا التونسية وتسعد مستشفى العجوزة وعنبر ٩عظام..بحفل أضواء المدينة مخصوص لعم سيد مرسى….(أدينا عمر وأرمينا فى زالزل ١٩٩٢)
ظل عم سيد محمود مرسى.. ربيب حى بولاق أبوالعلا يقيم مع والدته فى بيته القديم بجوار سينما على بابا
حتى إنهار هذا البيت العتيق فى زلزال ١٩٩٢
لينجو من الموت مرة ثانية بأعجوبة.. سبحان الله
عرف عم سيد مرسى بطيبة قلبه وتواضعه الشديد
ولكن حدث ذات مرة خلاف بينه وبين الفنانة لطيفة لأنه غنت غنوة يا مسا الجمال دون أن تكتب أسمه على الغنوة
غضب بشدة لان الغنوة كانت للفنانة ليلى مراد ثم غناتها سميرة سعيد ولكنها نالت الشهرة وحققت مبيعات كبيرة مع لطيفة.. وبالفعل وافقت لطيفة وحققت له ما أرد
أهم أعمال الفنان الشاعر سيد محمود مرسى
على الحلوة والمرة تلحين الفنان محمود الشريف
بليغ حمدى.. آه من الحب
ثم وردة مادريتوش.. يا ولاد الحلال.. أشترونى وليالينا وحشتونى.. خليك هنا.. أحضنوا الأيام
ميادة وبليغ.. أنا أعمل لما تندهنى عينه.. وفاتت سنة وأول حبيب وأخر حبيب..
فايزة احمد حمال الأسية وخليكوا شاهدين
شادية والنبى وحشتنا.. عفاف راضى ردوا السلام وآه ياليالى
محرم فؤاد كله ماشى وعشرات من المطربين والأغنيات الناجحة التى هى ماسات رصعت تاج الغناء الغربى ومازالت تلمع وتزيد قيمتها فى القلوب حتى اليوم
وفى يوم ٢٢يوليو عام ١٩٩٥
يرحل عم سيد مرسى عن عمر يناهز ١٠٨سنة
بلغ فيه الشهرة متأخر بعد صبر وسهر وعناء رحلة من نار دكان المكوجى إلى رغد حياة المشاهير
تعلمنا أن من يريد يفعل ولكن مع الحلم العمل والصبر والإيمان..
تعلمنا روعة أهل الفن والزمن الجميل والإيثار
صورة فىحكاية…
إهداء لروح عم سيد مرسى الشاعرالرقيق.
التعليقات مغلقة.