عندما تنتحر الأحلام
عندما تنتحر الأحلام
د.أحمد دبيان
كثيرة هى نواقيس الخطر التى دقت ولا زالت تقرع بأصواتها الإنذارية ، فلا ينصت اليها احد .
و لأن الإنسان فى مصر ومنذ حكمت الثورة المضادة فى ١٥ مايو ١٩٧١ ، صار خارج اى منظومة للأولويات أوالأخرويات .
ولأننا بلا حلم قومى او مشروع نهضوى منذ ترسخ حكم الثورة المضادة وصارت قيم البيزنس والتمايز هى دين المجتمع الذى أصابه سعار اللامعقول .
ولاننا فقدنا البوصلة مجتمعياً فصار العلم ليس مقصداً فى جوهرة وإنما سلعة بلا مردود فى أغلب الأحيان تم بخسها بخصخصة التعليم واختراق الجامعات الخاصة بطبقيتها واحتكارها سوق العمل ، نشأت اجيال مهيضة الحلم ، محبطة المشاعر فقدت هويتها وبوصلتها بل والأمل حتى فى غد أفضل .
مارست هذه الأجيال رياضة انتحار الأحلام فتقلصت آمالها لتتحول حقوقها الأساسية الى أحلام مجنحة صعبة المنال .
وبينما صار سبيل الحراك اما الانضمام لجوقة النقيضين السياسين فى مجتمعنا المنقسم على ذاته بعد ان تخلت الدولة عن دورها وواجباتها المنوطة بها وأسلمتها لقوادى المال وقوادى الدين ، عاشت أجيال مأزومة لا ترى بارقة أمل فى ماضٍ أو حاضر أو مستقبل ، فكفرت بثالوث الأمل ، المحرك للحياة .
اجيال كثيرة فى وطننا مارست رياضة انتحار الأمل وأدمنتها ، فكان إنتحار الجسد ، بمثابة الرقصة الأخيرة فى فالس الموات .
التعليقات مغلقة.