عندما تُعانق الأرض عُنق السماء…بقلم جريتا برباره
بين ستائر السماء وأجفان الأرض
وقفتُ أُلامِسُ أوراق الأحلام
أتكئُ على بيان أجمل لُغة ابتدعها الإنسان وصيَّرتها الآلهة شموعاً
دائمةَ الإنارة لا نهاية لِنورها في معبد وهياكل الشعراء والأدباء.
هل تعلمون أنّ المحبة ترى كل شيء صغير وتبقى هي الأعظم
والأنقى؟
أشباح الليل تستأنسُ بِدموع الأحبة ،
وفي الصدور تختبئ
عواطف مُزمنة وشواعر خزائنها
تقطرُ كلاماً ومكنونات من نفسها؛
عندما يضيق القلب بأسرارهِ
وتحترق الجفون من جمرة دموعها
والشرايين تتمزّق من تدفّق نجيع آلامها،
والضلوع تنسلخ عن مقامات
قفصها المُطلق تقول شاعريتي
مصداقية حكايتها وتسترحم الشكوى وتستعذب لذّةَ الإسترحام لأنها بحاجة الى تأثيرات من جمالٍ تتحكم به قوة أُلوهية!!
وفي البكاء صلاة المُتألم
وفي الألم صلاة وشكوى !
إناءُ روحي طافح من خمرة الدهور !
وخمرة الدهور لا يرشفُ منها
الا أرواح مَنْ أُعدّت لهم هذه الكؤوس !!
وهبَّ أثيرٌ داخل الروح
امتزج بِموطن أنفاسي
استيقظتْ أرواح الأزهار
مِن رقدتها في حديقة افكاري
قفز القلم بين أناملي وكتبتُ:
يا أزهاري دعيني أنام بين
وريقات الندى ،
أغمُرُ رحيق الحياة !
علّني أجد بين نواعمكِ
أحلاماً ألطف وأجمل من احلام
اليقظة!!
من غمرة ليلي انسَلَّتْ طُمأنينة النهار !
ومن نور يومي صنعتُ فرحاً في ظلمة الليل !
كان عقلي يُسِّيرني الى تلك الصومعة في خيالي
وأنا أعانق أعماق الليل!
رأيتُ اليقظة في أعماقي
عرفتُها وإنْ لم أعرفها لن أُدرك
ما سرّها ولُغزها!
في تلك اللحظات سمعتُ
صوت الأرض مُخاطباً أذان السماء:
يا أيتها الأحلام السرمدية !
يا نِداء العاصفة!
يا تموِّجات الروح بين اليقظة والغفلة !
يا أيتها الوحدة المُحاطة
بِهالة من شُعاع !
مُنتصبة بين نور الأرض
واللانهائية للفضاء !
أيتها الصاعدة السابحة
المُرفرفة تارةً بِأجنحة وطوراً
من دونها !
تعالي رنّمي معي للحياة
سيمفونية خالدة تجمع بين
بحة الناي والنهاوند الحالمة!
وألبِسي يقظة روحي
حِزاماً وجودياً قاهراً للنُعاس الأبدي .
كم أعشقُ لون سمائي
الأزرق الناصع البديع
عندما تنقشع الغيمات
عن وجه أحلامي!
هكذا وقفتْ نفسي تتألم وتتأمّل !
أَنظُرُ الى السماء بِحكمة سرمدية
بينبوع بلاغة من موازين الأرض
ونظرتُ الأرضَ تستبيحُ لِجوفها
ابتلاعات مختلفة!
ليتني رسولة الآلهة على ملعب الدهر
لأن حق الوجود أن أُبرمج
الأرض وأقلبُها رأساً على عقب
وأطلب من الإله الأعظم
أن يُعيد بناءها لِتُعانقَ أعناق
السماء!
ولمَّا حلَّقتُ في جوّ المكان
ونفختُ في الهواء
داخ الهوا من دِواري
وداختْ الأبدية من عِلمِ ذاتي
وما تزال الأرض تُحاكي ذهبيات
سمائي الى أن ينتهي زمان
الأرض … ويتأبَّد زماني !!!
بقلم: غريتا برباره
أميرة الأحلام
التعليقات مغلقة.