عندما لا يأتي المساء قصة قصيرة بقلم وليد مجدي
كلما أتي المساء سكنت جميع الأصوات إلا من الآهات و التنهيدات التي لم تعد تقلق غفواته ، حتي حين تقاطع رتابة أصوات إجهزة قياس ضربات القلب التي تتبادل الصفير في حجرة العناية المركزة.
دكتور
قالتها الممرضة في توتر معيدة إياه إلى الحاضر الذي غاب عنه بتفكيره مستطردة :
- عم محمد، سرير 3
انتبه إلي الصفير المتصل لجهاز العناية الخاص بالمريض معلناً توقف قلبه عن الخفقان. فجرى نحوه ليحاول انعاشه - جهزي جهاز الصدمات و حقنة الادرينالين لحد ما احاول اعمله انعاش قلبي رئوي يمكن يرجع.
يقوم بتدليك صدره في محاولات يائسة و ثم يتناول جهاز الصدمات الذي احضرته الممرضة ليصدمه صدمات متتالية متمتما : - يا تري يا عم محمد لو قلبك رجع يشتغل مش هتموت بعدها من كورونا، و لا ناوي تروح و تسيب مكانك لحالة جديدة بعذاب جديد؟
يعود لشروده حين يعود لتدليك صدر مريضه في محاولة لانعاشه يدوياً و هو يتصبب عرقاً . - دكتور.. حضرتك كويس؟ مفيش أخبار عن نتيجة تحليلك؟
- تعتقدي دور مين ينام علي السرير ده؟ أنا ولا مريض تاني؟
يبعد يده عن صدر مريضه و يبتعد و هو يقول : - بلغي عن وفاته و اكتبي التقرير و هاتيه علشان أمضيه ، مفيش أمل من رجوعه .
(تمت)
شكر مستحق للمبدعة زينب التميمي
علي مساعدتي في اختيار موضوع القصة
التعليقات مغلقة.