عندما يشرق الحظ.. قصة قصيرة بقلم /فادية حسون
عندما يشرق الحظ.. قصة قصيرة بقلم /فادية حسون
في صباح ذاك اليوم المشرق بالحب ..فتحت خزانتها … راحت تلملمُ ملابسَها المترفةَ بالجمال .. وزجاجاتِ عطرِها الفارهة …أخذت توزّعُها في حقائبها ..
وجهها مبتسمٌ مثل وجهِ كاتبٍ محاطٍ بعشّاق قلمه ، وهو آخذٌ بالتوقيع لهم على الصفحة الأولى من كتابه البِكر … نعم حالُها اليومَ يشبهُ حالَ ذاك الكاتبِ الّذي ظهر كتابُه حلمُ عمره للنور لأوّل مرة ..
لم يكن في وداعها سوى أمّها وبعضُ الصديقات …وقد امتنعَ معظمُهنّ عن المجيء لأنهنّ فشلنَ في إقناعها بعدم المسير إلى المجهول .. لكنها أصرّت على الذهاب إليه … فهو الحلم الذي يعشّشُ في تفاصيلِها ويحتلّ قلبَها الجميل …
استقلّت سيارةً خاصّة إلى المطار … وهي تتحسّس بيدها خدّيها لتحتفظ ببقايا قبلات أمها ودموعها الحبيبة …. شعورٌ مختلطٌ بين الحزن والفرح اعترى قلبَها الذي راح يهرولُ أمامها ليعبّدَ طريقَها بالأشواق …
في المطار .. وبعد انتظار ساعتين أتى صوتٌ مدوٍّ من مكبراتِ الصّوت أعلنَ عن إلغاء الرّحلة بسبب عطلٍ في محرّك الطائرة …
حاولت منع خيالها من صياغةِ فألٍ سيّئ ..
أحكمت لجامَ ذاكرتها المكتظة بكلام المحبِطين .. تخيّلت وجوهَهم ..
قرأت في ملامحهم عبارات التشفّي والإقرار بانتصار حدسهم ..
مجّت لعابها قلقًا ..
أمسكت حقائبها تهمّ بالخروج من بهو المطار وهي تلوك مرارة الخيبة …
وما إن وصلت إلى بابِ الخروج حتى سمعت صوتَ موظّفة المطار ينطلقُ من مكبّر الصوت :
إلى جميع المسافرين على الرحلة المتّجهة إلى مطارِ الدّمّام يسرّنا إخباركم أنه تمّ إصلاحُ العطلِ المذكور في الطائرة ..
والرحلةُ مازالت قائمةً حيث سيتمّ الانطلاقُ بعد نصفِ ساعةٍ من الآن ..
نظرت إلى ساعةِ معصمِها الأيسر فانعكست على زجاجها صورة وجهها المتورّد شوقًا وعشقًا …
فادية حسون .
التعليقات مغلقة.