عن الأبطال بقلم د.أحمد دبيان
عن الأبطال بقلم د.أحمد دبيان
فى التاريخ معارك فارقة ترفع الأبطال الى الاعناق ليتم تكليلهم بأكاليل الغار ومعارك اخرى تكون فيها مصارعهم ومواتهم التاريخى .
كانت معركة فيردان من أشهر المعارك واطولها أثناء الحرب العالمية الأولى كانت فردان إحدى أقدم مدن فرنسا، وكانت أرضًا للمعارك منذ أن غزاها أتيلا الهوني عام 450م. تقع فيردان على نهر ميوز في الجانب الشمالي من فرنسا على بعد نحو 80 كم من الحدود الألمانية، وقد أدت هذه المدينة، ولمرات عدة، دورًا مهمًا في مقاومة غزو الأعداء.
وقعت أكثر المعارك شهرة أثناء الحرب العالمية الأولى في 21 فبراير 1916م، عندما شنت القوات الألمانية هجومًا خاطفًا عليها. كان الألمان يعتقدون بأن الفرنسيين سيذودون عن مدينتهم حتى مقتل آخر فرنسي، ولكنهم في نفس الوقت كانوا يمنون أنفسهم بأن تكون خسائر الفرنسيين كبيرة جدًا حتى يضطروا إلى الانسحاب من الحرب. واستطاع الفرنسيون أن يواصلوا القتال، وصمدوا بقيادة هنري بيتان، وذادوا ببسالة فائقة عن المدينة مما اضطر الألمان إلى الانسحاب بعد 11شهرًا، ونادى الفرنسيون ببيتان بطلا ًقوميًا. وقد قتل في هذه المعركة ما يقرب من سبعون ألفا من الجنود الفرنسيين المدافعين عن المدينة.
وفي أثناء الحرب العالمية الثانية، عام 1940 ،وبعد اعلان فرنسا الحرب على المانيا احتلت القوات الألمانية، وبكل سهولة مدينة فيردان.
وعبر غابات الاردين سقطت فرنسا التى لم تحمها كثيرا تحصينات أندريه ماجينو واستراتيجيات الدفاع الثابت ،
نادى الفرنسيون ببطل فيردان الماريشال بيتان مستدعين البطل المنقذ ،
ليصمد فى وجه الغزاة ،
ولكن البطل لم يعد هو البطل ، ولا الزمان هو الزمان ،
وبمنطق الواقعية السياسية،
استسلم بيتان دون قيد او شرط ، واجتاحت جيوش النازى باريس ،
وقام بيتان بتشكيل ما عرف بنظام فيشى الخاضع للاحتلال الألمانى مطبعاً معه وصارت جيوش فرنسا وأساطيلها ومستعمراتها ، تابعة وخاضعة لهتلر لا تتحرك الا بتنسيق معه .
رغم كل الانهيار والتطبيع الذى اجتاح الامة الفرنسية وقف جنرال فرنسى شاب له مؤلفات عن حروب المدرعات لم يتم تبنيها فى بلده وتبنتها جيوش العدا مشكلة قوات البانزر.
وقف ديجول رافضا الخضوع لاى قوة تنتهك الكرامة الفرنسية ، ومشكلا جيش قوات فرنسا الحرة الذى حارب مع الحلفاء صامدا فى بير حكيم ضد مدرعات رومل مانحاً السبيل للقوات البريطانية ، المحاصرة الانسحاب من طبرق .
ظل بيتان متعاونا مع النازى للنهاية ظانا ان ٩٩،٩٪ من أوراق اللعبة ألمانية ،
وظل ديجول على ثباته وموقفه مناديا بفرنسا حرة مستقلة الارادة والكرامة مقاتلا فى سبيل فرنسا قادرة بما هو متاح .
كان يتعامل مع الحلفاء ندا بند وليس كتابع ، ما حدا بهم ان يحاولوا تنحيته ، قبل نهاية الحرب بقليل ، وحين بدأت هزائم النازى وجيوش فيشى فى شمال افريقيا ، محاولين إبراز وتلميع الجنرال فرانسوا دارلان التابع لجيش حكومة فيشى والذى حارب مع الألمان ، وبدل ولاءاته مع هزائمهم لينضم للحلفاء ، والذى كان روزفلت يفضله عن ديجول .
قام احد الوطنيين الفرنسيين باغتيال دارلان، ما اجبر الحلفاء على التعاون مع الرجل الذى رفض التفريط او التنازل عن فكرة فرنسا حرة مستقلة ذات ارادة لانه كان يعلم روح الامم العظيمة التى لا تستقيم مع الخنوع والخضوع والتبعية.
دخل ديجول باريس مكللا بأكاليل الغار وفر بيتان مع قوات النازى المندحرة.
التعليقات مغلقة.