عن الإسراء و المعراج بقلم د. أحمد دبيان
( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )
الإِسْراء : في اللغة هو السَيْر لَيْلاً
الإسراء: اصبح يعني بداهة في المعتقد الاسلامي ،انتقال النَّبيّ محمد صلَّى الله عليه وسلَّم ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى.
هل الإسراء كفعل الهي كان قاصرا فقط علي الرسول علية الصلاة والسلام ؟
بمطالعة الأسفار والكتب المقدسة
سنجد في التوراة اسرائين حدثا لنبيين كريمين .
الأول هو اخنوخ او إدريس عليه السلام .
و إخنوخ
Enoch
يأتي إسمه
من الجذر العبرى
( hnk )
ومعناه العليم الدارس الجامع للعلوم
وجاء اسم إدريس تعريباً لاسم النبى الكريم .
فى التوراه نبيان رفعا الى السماء
أولهما كان نبى الله ادريس ( إخنوخ )
وثانيهما كان نبى الله إلياس .
( وسار إخنوخ مع الله )
( وأذكر فى الكتاب إدريس إنه كان صديقاً نبيا ورفعناه مكانا عليا )
مما ورد فى الذكر ان إدريس عليه السلام توفاه الله ثم رفعه ، بينما نبى الله إلياس رفع حياً.
( وفي نهاية أيامه ذهب إلى الأردن مع أليشع وضرب إيليا الأردن بردائه فانشق الماء وسار النبيان على اليابسة ثم جاءت مركبة وفرسان نارية وحملت إيليا إلى السماء وترك ردائه لأليشع )
هنا وصف لاسراء بنبيين احدهما كما تقول التوراة تم الاسراء به حيا والآخر بعد الوفاة .
ولسيدنا إدريس ( إخنوخ )
سفر من الأبوكريفا اسمه
Book of Enoch
او كتاب إخنوخ .
وهو من الأسفار غير القانونية ويسمى أيضاً “نسخة أخنوخ الأثيوبية” أو “الحبشية” ويسمى أيضاً أخنوخ الأول.
الكتاب مليء بأخبار الرؤى عن المسيا المنتظر والدينونة الأخيرة وملكوت المجد. ولعقيدة المسيا في هذا الكتاب أهمية خاصة لأنها تعتبر إعداداً لمجيء المسيا. ويدعى المسيا في هذا الكتاب “مسيح الله” وكذلك يدعى “البار” والمختار” وكثيراً ما يدعى المسيا “ابن الإنسان” . ويقول كاتب سفر أخنوخ أن “ابن الإنسان” كان موجوداً قبل خلق العالم وأنه سيدين العالم وأنه سيملك على الشعب البار .
لا يوجد فى التوراة اى ذكر عن مكان ولادة اخنوخ او اين عاش بينما فى التراث الاسلامى اختلف العلماء في مولده ونشأته، فقال بعضهم إنه ولد في فلسطين وقال بعضهم إن “إدريس” ولد ببابل، وقال آخرون إنه ولد بمصر وقيل غير ذلك، وقد أخذ في أول عمره بعلم شيث بن آدم، وقد أدرك من حياة آدم ثلاثمائة وثمانية أعوام .
العروج او المعراج والذي ورد ذكره في سورة النجم :
وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12) وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18)
نجده ايضا قد حدث لنبي الله ادريس كما ورد في سفر إخنوخ كمعجزة تنبؤيه للمسيح الرئيس القادم.
وكأنه يتحدث عن يوم فتح مكة ……
And behold! He cometh with ten thousands of His holy ones To execute judgment upon all, And to destroy all the ungodly: And to convict all flesh Of all the works of their ungodliness which they have ungodly committed, And of all the hard things which ungodly sinners have
spoken against Him.
وانظر اليه ها قد اتى مع عشرة آلاف من قديسيه ليحكم بين الجميع وليحطم الوثنية و يزيح أعمالها وكل الاعمال المستهجنة والخطايا التى اقترفها الوثنيون .(اصنام الكعبة )
وهو يحطمها مردداً
(جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا )
يرد ذكر الطوفان في ملحمة جلجامش وآثار من المعراج في كتاب آهور مزدا لزرادشت
هذا ببساطة لا يعني خرافة الأديان كما يردد المراهقون فكريا ولكنه يعني ان المصدر الاساسي لذلك القصص الديني والذي قد انحرفت عنه بعض الروايات واحد.
تبقي المعجزة تسخيرا لقانون علمي موجود في زمن ما يسبق زمن العلم الكسبي الانساني الساعي لسبر العلم الكلي في حدود ما يتيحه لنا الخالق .
حتى اليوم لا يوجد اثبات تاريخى على وجود الأنبياء بمعنى آخر لا توجد آثار موثقة او لوحات كتابية تسرد حياة هذا النبى أو ذاك ، وانما يؤمن الملايين بوجودهم لذكرهم الغيبى اليقينى الوارد فى الكتب المقدسة .
الايمان غيبي مطلق نستطيع ان نثبت صحته بالعقل وبتناص الروايات ، والكفر اختيار لا نملك ازاء من يعتنقه الا ان نتلو آيات الرحمن :
(وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا)
التعليقات مغلقة.