عن الالحاد الشرقي بقلم د. أحمد دبيان
حين كتب برتراند راسل الفيلسوف وعالم المنطق وعالم الرياضيات كتابه
لماذا لست مسيحيا ؟
Why I am not a christian ?
وهو تفريغ كتابي لمحاضرة ألقاها عام ١٩٢٧
تحدث من منطق التحليل النقدي بما وصل اليه عقله عن علاقة الدين او التدينات او الممارسات الدينية المسيحية بجوهر ما دعا اليه المسيح وعباراته الواردة في الأناجيل والتناقض بينهما دون أن يفقد المسيح عليه السلام معياره الأخلاقي بل وصرح مرارا انه لا يزال يراه الاكثر تميزا أخلاقيا .
الكتاب ينقد سلطة الكنيسة ايضا دون تجاوز او انحدار أو تدني لفظي وظلت مفردات الحديث لا تحيد عن الأدب اللفظي والأخلاقي او احترام معتقد الآخر .
لم يستغرق الحديث كله عن الزاوية الدينية بل انتقل للعلم والطبيعة تفسيرا للعلاقة بين الانسان والمحيط ، ايضا دون ان ينحدر لسلفية الطرح الالحادي الذي يمارسه كل الملحدين الشرقيين والذين يتحركون من دوافع سلفية في المقام الأول .
فكل محاولات السخرية من الدين او وهدمه هي بمثابة اسكات لرواسب محفورة في النفس والشخصية او اسكات لاصوات عقيدة تشكلت انعكاسا لتأثير الدين علي الممارسات الاجتماعية والأخلاقية واللغوية.
الملحدون العرب او الشرقيون غوغائيون مراهقون فكريا لا يستطيعون كما السلفية الدينية تحكيم العقل او المنطق او وضع منهج نقدي علمي يخرج من اسار السلفية فنقطة انطلاقهم المشتركة تظل سجينة التراث دون القدرة علي وضع منهج علمي نقدي يستطيع ان ينضج عقليا او يصيغ منهج توازن بين الايمان كقوة دافعة في مجتمعاتنا الشرقية وبين العلم والمنهج العلمي دون صدام او تعارض.
الملحدون العرب اناركيو الفعل والفكر كما نبي الأناركية باكونين ، وافكارهم شذرات تتشظي عاجزة عن التغيير لسلفيتها ومراهقتها وماضويتها ولعجزها المطلق عن الخروج من زاوية او عباءة الدين .
التعليقات مغلقة.