عن العشق والجوى…بقلم د.أحمد دبيان
وفي الحب ومن الحب والي الحب كتب العشاق ، منهم من أغرق في الحس ومنهم من سمت به النفس ومنهم من كان الحب الالهي حاديه وقبلته.
ومن النبي سليمان الحكيم ( و أنا لحبيبي ) ونشيد الانشاد إلي عمر بن الفارض وقصيدته ( أحبك حبين ) تسمو النفس بالعشق فيكون إيمان الحب والخوف على المحبوب لا إيمان الغضب والخوف من المحبوب وعذابه.
(أنا لحبيبى)
أنا لِحَبِيبِي وَحَبِيبِي لِي. الرَّاعِي بَيْنَ السَّوْسَنِ فى سفر نشيد الأنشاد.
أخذ الرحبانية آلآية ١٦: ٢ مطلعا للأغنية الشهيرة لجارة الوادى.
أنا لحبيبي و حبيبي إلي
يا عصفورة بيضا لا بقى تسألي
لا يعتب حدا و لا يزعل حدا
أنا لحبيبي و حبيبي إلي
حبيبي ندهلي قلي الشتي راح
رجعت اليمامة زهر التفاح
و أنا على بابي الندي و الصباح
و بعيونك ربيعي نور و حلي
و ندهلي حبيبي جيت بلا سؤال
من نومي سرقني من راحة البال
أنا على دربو و دربو عالجمال
يا شمس المحبة حكايتنا أغزلي
أنا لحبيبى صوفية عشق إلهى ومناجاة للمحبوب الأعظم.
وأحبك حبين صوفية التبتل والانصهار
أحِبُكَ حُبَيْنِ حُبَ الهَـوىٰ
وحُبْــاً لأنَكَ أهْـل لـِذَاك
فأما الذى هُوَ حُبُ الهَوىٰ
فَشُغْلِى بذِكْرِكَ عَمَنْ سـِواكْ
وامّـا الذى أنْتَ أهلٌ لَهُ
فَلَسْتُ أرىٰ الكَوْنِ حَتىٰ أراكْ
فلا الحَمْدُ فى ذا ولا ذاكَ لي
ولكنْ لكَ الحَمْدُ فِى ذا وذاك
القصيدتان لهما بعدان متوازيان ، فيهما العشق الذى قد يفسر بالإنسانى ، وفيهما العشق الأكبر والفناء فى الذات الأعظم .
فى قصيدة رابعة;
تصرح الشاعرة بحبها لله جل شأنه، فتقول: إنني أحبك يا إلهي حبين
مجتمعين: أولهما حب العشق والهوى لأنني فتنت بحسنك، وثانيهما فهو حب التعظيم والإجلال لأنك جدير بهذا الحب، ولا أجد من يستحقه سواك. وكيف لا؟ وقد كشفت لي الحجب فرأيتك بعين الخيال على حقيقتك، ولست أنا صاحبة الفضل في هذا الحب فهو من المحبوب نفسه لأنه مستحق له لـكماله، فله الحمد أولا
وأخيرا.
وفى أنا لحبيبى ;
أنا لحبيبي وحبيبي لي ، فناء فى ذات المحبوب فهى هنا تعطي نفسها لحبيبها بكامل حريتها، لا تعطي له فقط ما تملكه بل تعطي نفسها له لأنه سبق وأعطاها نفسه و هو عطاء كامل متبادل.
الكلمات من هنا وهناك تستدعى عبادة الحب نقيضا لعبادة الخوف والرعب وفى ثنايا طرزهم القشيب لا اجد الا (هيت لك ) فى سورة يوسف كعبارة تصف حال الوجد والتهيؤ للقاء المحب المحبوب الأعظم.
التعليقات مغلقة.