عهود التذكر
وائل هيبة
هل تذكرينَ علي اللقاءِ تلهفي
وإذا التقينا كيف كان تصحفي
صفحاتِ عينيكِ التي أدمنتها
وحفظتها عن ظهرِ قلبٍ مشغفِ
لا تقهري دمعَ الحنين تجلداً
وتكلمي أرجوكِ لا تتكلفي
فأنا الذي مثل النجوم قصائدي
تبدو بأفق العاشقين وتختفي
تزهو إذا ما كان قلبك ذاكراً
وتغيب في ليل الفراق المُرْجَفِ
وأنا الذي أدمنتِ فيهِ طباعهُُ
أفلا ذكرت جراءتي وتلطفي
وخطى الشتاءِ علي الصقيعِ مشيتها
سبقت إليك تطلعي وتشغُّفي
أفلا ذكرت وللتذكر صبوةٌ
تشتاقُ ألحانَ الوصالِ لتعزفي
وملامةً طالتْ بدون ملالةٍ
ودقائقاً مرت كبرقٍ يخطفِ
يأتي إلينا البدر من عليائهِ
ويذوب من دفءِ الوصال تخوفي
فإذا رحلت فللقلوبِ عيونها
تقفو خطى النبض الحزين وتقتفي
وطرائقُ النسيان في جنباتها
جلسَ اللقاءُ مسامراً لتعففي
وتقاطرُ الصفحِ الجميلِ مع الندى
يمحو من الإثم القديمِ المُسلفِ
فَيُرَي علي وجهِ الجمالِ تبسمٌ
وترقرقُ الدمعِ الرقيقِ المرهفِ
ويذوب في صدر الصفاء تنهدٌ
يهدي العبيرَ إلي الربيعِ المورِفِ
فعلمتُ أن الكون فيه رسالةٌ
خُطَّت على قلبِ الحنينِ المُنْزَفِ
فأتي من النسيانِ درب محالهِ
وتملقيهِ برقةٍ وتلطفي
وخذي عهوداً بالتذكرِ مرةً
في كل عامٍ ساعةً وتحصفي
إن التذكر للذي هو غائبٌ
ليس التذكرُ للذي لا يختفي
التعليقات مغلقة.