موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

“عودة جان فالجان” … بقلم محمد كمال سالم

148


بعد أن انتهينا من صلاة العصر جلست على ذلك”الدرابزين” الخشبي الذي يسبق باب المسجد ونخلع قبله أحذيتنا؛فقد نال مني الصيام مبلغه، وأحسست بالجفاف يمتد إلى أوصالي، شعرت أني أحتاج لبعض الراحة ؛ بينما كان ينصرف المصلون، وإمام المسجد بدأ يشرح حديثا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وجاء”خالد”خادم المسجد ليجلس إلى جواري.
هدوء وسكينة تعم المكان؛ حتى أني كنت أسمع حفيف أوراق الشجر يداعبها نسيم لطيف يشفق بالصائمين،صوت أقدام الناس وخطواتهم وهم يبتعدون؛ يلاحقهم مذياع المسجد:

وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان ،فأتاني آت ؛ فجعل يحثو من الطعام؛ فأخذته وقلت:”والله لأرفعنك إلى رسول الله”.

يضمد جرحا بكفه الأيسر.
ما بك ياخالد؟! وما هذا الجرح؟! سارق النحاس جاء بعد أن انصرف الناس من صلاة الفجر قاصدا هلالي المئذنة والقبة.
هل آذاك؟ جرحني في كفي بسكينه وأنا أحاول نزعها منه.
نظرت إلى أعلى أبحث عن المئذنة ، حجبتها عني زاوية رؤيتي وموضعي أسفل المسجد…

_هل مازال طليقا هذا اللص؟ ظننت أنه أصبح سجينا بين طيات كتاب في خزانتي ولن يعود لفعلته؛ كنت أتأمله كثيرا كلما تذكرته أو مررت عليه، واضطربت مشاعري، هل يستحق إشفاقي أم غضبي! بل كنت أفكر…ربما يكون وهما أو مجرد رمز من صنع الخيال…

ياأبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة؟
قلت يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته وخليت سبيله.
قال؛ أما إنه قد كذبك وسيعود.

وماذا فعلت به ياخالد؟
استعنت بأحد الجيران وقيدناه في سياج المسجد الحديدي ثم أبلغنا الشرطة. والغريب أنه كان يصيح معترضا متوسلا: أهكذا يأمركم دينكم؟! أما كان حريا بكم أن تسألوني حاجتي وحاجة عيالي؟! ربما كان الرجل محقا
ياخالد.
محقا كيف يا أستاذنا؟! والله لولا أني تمكنت من سكينه لأرداني ذبيحا فوق سطح المسجدلن يعثر عليَّ أحد حتى تدلكم علىَّ رائحة جثتي_؛ثم ضحك ساخرا:

ما كان راهب الكنيسة يدرك حين آواه بعد أن طرق باب كنيسته كعابر سبيل؛ أشعث أغبر أضناه طول المسير، وَطَلته الشمس وغبار الطريق، وأكسبته وجها من قصدير، فأكرمه وأطعمه ثم يصبح ليجده قد هرب بعد أن سرق مقتنيات الكنيسة؛الشمعدان والطاسات النحاسية…

وهكذا ظل أبو هريرة رضي الله عنه يترقب طيلة يومه ونهاره، وفي الليل ألقى القبض عليه وهو يحثو من طعام الزكاة من جديد.

عدت إلى بيتي شاردا ؛ استرق السمع كلما ابتعدت لمذياع المسجد وراوي الحديث، أفتح خزانتي أفتش عن سجيني فلم أجده !
_آلو… أي بني، هل أخذت من الخزانة رواية البؤساء؟

التعليقات مغلقة.