عودة مؤلمة بقلم محمد كامل محمد مصر
يعود اليوم من سفره بعد غياب سنوات عديدة، لم يخبر أحد بموعد عودته، وقف أمام الباب يفتش في جيبه عن مفتاح شقته، وجده بعد عناء وأدار مقبض الباب، ولج إلى الداخل بهدوء، طاف بالبيت يتأمل أركانه التى غابت عنه، جرفه الحنين إليه، حدق في صورة أسرته المعلقة على الجدار.
ازدادت لهفته وشوقه، أختفت صورته من مكانها، بحث عنها ولم يجدها.تسللت الدهشة إلى عقله، تسربت أصوات ناعمه من حجرة نومه، استرق السمع ففوجئ برنين ضحكات زوجته، وتقاذف إلى مسامعه همس حديث ملتهب يدور بينها وبين غريب، الأصوات الفاضحة والمناجاة المحرمة تلتف
حول المكان، يستمع إلى ألفاظ غرامية وعشق متبادل أوشك على الأحتراق، تأمل الحكمة التى أخفاها القدر فيعود في ذلك الوقت ولا أحد يعلم، تدور الأحداث الغرامية داخل بيته بتلقائية وعفوية، أنكشفت أمام عينيه حقيقتها وخداعها، فرداء الحكمه التى توشحت به سقط أمام عينيه.
أعترى جسده رعشة أرجفته، تصلبت شرايينه وتوهجت النيران المضرمة بداخل صدره، كبل الشلل المفاجئ أقدامه عن الحركه، جحظت عينيه وأرتجف لسانه عن النطق، أنتهى اللقاء الغرامى المشتعل، ودعها صديقها للغد فينهلان من بحور الهوى، وقف حائرًا عاجزًا عن التصرف، أنصرف خلفه يتعقبه دون أن يشعر به…
التعليقات مغلقة.