عيني عينك … قصة قصيرة بقلم / أسـمـاء الـبـيـطـار
حضرت قبل موعدي بنصف ساعة تقريباً، جلست قبالة باب الدخول، دلفت إلي القاعة سيدة في منتصف عقدها الثالث تقريبا، يبدو على ملامحها الجمود ، تحمل في يدها أكياسا سوداء، و قبل أن تجلس ألقتها على الأرض، دون أن تلقي لما فيها بالا .
جلست و هي تتأفف ثم سحبت هاتفها النقال و أجرت اتصالا…
و قبل أن يرد الطرف الأخر ….
أخذت تحدق في الحاضرين و كأنها تعرفهم أو تريد أن تلفت انتباههم ؟
تعجبت من نظراتها الحادة في عين الجميع !
في تلك الأثناء رد عليها الطرف الأخر …
_ فأجابت : أيوا أنا وصلت، و قالوا الدكتور هايتأخر
أعمل إيه أنا دلوقت؟ أنا جاية من الشغل على هنا و سايبة العيال في البيت من غير فطار لحد دلوقت و ماسكين في بعض .
● لا أدري ماذا قال لها الطرف الأخر حتى علت نبرة صوتها هكذا ؟
_ ثم أردفت : موش معقول كل الضغط عليا
احنا أربع بنات المفروض كل واحدة تيجي مرة .
لو الدكتور اتأخر أكتر من كدا.. أنا هروّح، و ابقي ابعت منال
و اللا اقولك : أنا هتصل بيها و اخليها تييجي تستلم مني .
● تساءلت بيني و بين نفسي و أنا اختلس النظر إليها من حين إلي أخر .
“يا ترى هي بتكلم مين بالطريقة دي ” ؟
● ما أن انتهيت من حديثي مع نفسي .
_فوجدتها تصرخ و تقول : ” يا ماما ما هو موش أبويا لوحدي “
●فتعلق حاجباي قرابة منبت شعر رأسي و أنا أتمتم بيني و بين نفسي ” يا خبر أسود و منيل بتكلم أمها بالطريقة دي ” ؟
“و كمان على أبوها المريض الذي لا يستطيع القدوم لأخذ حصته من الدواء .
● انتهيت من حديثي مع نفسي للمرة الثانية .
وجدتها تنهي المكالمة ب ” خلاص خلاص أنا بقى هكلم واحدة واحدة وأقول لها بنفسي و ما تزعليش بقى من اللي هيحصل”
_ يالا سلام سلام .
أغلقت الهاتف و ألقته في حقيبة يدها ثم وجهت ليّ الكلام بطريقة مباشرة و دون سابق معرفة ” الله يكون في عونك دا أنا سليمة و موش مستحملة القاعدة المدة دي كلها ” .
● فابتسمت لها و قلت : أنا هنا بدلا عن أمي .
تمت .
التعليقات مغلقة.