عَقِيمُ الْفِكْرِ شعر مُوسَى وَحَدَالِلُهُ
1لَئِيمٌ بَاتَ يَهْذِي لَا يُبَالِي
كَذُوبٍ مِنْ أَخَسِ الْحَاقِدِينَا
2أَيَاهِيمَانُ مَنْ يُدْعَى عَقِيمًا
وَحَتْمَا مَنْ يَلِيهِ فَلَنْ يَلِينَا
3وَكَمْ أَخْطَأَتْ فِى رَمْيِ الْغَوَالِي
وَأَنْتَ كَمَا رَمَيْتَ فَقَدْ رَمَيْنَا
4وَلَا بِالْمَوْتِ يَتَّعِظُ الْمَعْنَى
وَيَقْطُنُ خَلْفَ مَنْ عَلِمُوا الْيَقِينَا
5وَلَا تَأْبَهّ لِعُمَرٍ قَدْ بَلَغْنَا
وَلَا تَسْمع كَلَامَ النَّاصِحِينَا
6وَصِرْتَ الْآنَ فِى رَكْبٍ تَخَلَّى
فَأَنْتَ وَمَنْ دَعَيْتَ الْخَاسِرونَا
7وَأَيُّ الْمَوْقِفَيْنِ تَرَى مَكَانِي
وَقَدْ عُلِمتُ إِصْلَاحًا مُبِينًا
8وَقَدْ آثَرْتْ رَأْبَ الصَّدْعِ جَبْرًا
وَكَانَ الْحُبُّ يَمْلَؤُنَا حَنِينًا
9أَيا مَنْ تَدَّعِي أَدَبًاً وَعِلْمًا؟
فَصَمْتَاً كَيْ نُخْبِرَكَ الْيَقِينَا
10بِأَنّا لَا نُعَاتِبُ مَنْ يُرَائِي
وَدَوْمًا لِلْإِخْوَةِ حَافِظُونَا
11نُعَاتِبُ مَنْ يَصُونُ الْعَهْدَ حَقًّا
وَمَنْ خَانَ الْعُهُودَ فَقَدْ قَلَينَا
.
12وَأَنّا لَا نُخَونُ الْعَهْدَ مَهْمَا
تَغَيَّرْتُمْ وَكُنْتُمْ خَائِنِينَا
13وَأَنّا كُلَّمَا جَهِلُوا حَلِمَنَا
وَصِرْنَا لِلْمُخَادِعِ كَارِهِينَا
14وَأَنّا فِى صُفُوفِ الْحَقِ دَوْمًا
وُلَاةُ الْأَمْرِ نَرْضَى الْحَقَّ دِينًا
.
15 وَأَنّا فِى طَلِيعَةِ كُلِّ خَيْرٍ
وَنَضْرِبُ فَوْقَ أَيْدِي الْعَابِثِينَا
16وَنَحْنُ دُعَاةُ خَيْرٍ إِنْ حَلَلْنَا
وَمَا يَوْمًا لِغَدْرٍ قَدْ سَعَيْنَا
17وَيَا هَوْل الْمَصَائِبِ إِنْ طُعٍنّا
فَإِنَّ الْغَدْرَ دَأْبُ الظَّالِمِينَا
18وَيَنْجُو مِنْ تَوَابِعِهَا بَرِئٌ
وَسَاءَ صَبَاح وَجْه الْغَادِرِينَا
19فَإِنْ لَمْ تَأْتِ بِالْمَعْرُوفِ طَوْعًا
فَلَنْ تَحْيَا حَيَاةَ الْفَائِزِينَا
20فَقَدْ شَهِدّتّ عَلَيْكَ خِصَال قُبْحٍ
وَتَبْقَى لِلْمَمَاتِ لَها قَرِينًا
21وَتَغْدُو مِنْ هُمُومِ الْغَدْرِ فَرْدًا
سَجِينَ الْجَهْلِ مَأْسُورًا رَهِينًا
22تُعَانِي قَسْوَة الْإِرْجَافِ خَوْفًا
وَتَبْتَدِرُ الضِّيَاءَ فَلَنْ يبيِّنَا
23وَقَدْ آثَرْت قَوْلَ الزُّورِ فِينَا
وَقَدْ دَاهَنْت مَنْ خَانَ الْأَمِينَا
24وَيَا عَجَبَ الْعُجَابِ فَقَدْ رَأَيْنَا
خُصُوم الْأَمْسِ وَالْيَوْمِ الْتَقَيْنَا
25عَلَى سَب الْمَبَادِئِ وَالْمَعَانِي
وَتَحْطِيمِ الرُّمُوزِ النَّاصِحِينَا
26وَكَيْفَ تَقُولُ لُؤْلُؤَةً وَتَمْرِي
وَأَنّا مَنْ لَهَا دومًا دَعِينَا
27وَمَا تِلْكَ الْكَتِيبَة يَابْن شَرٍ
أَمَا كَانَتْ لَكُمْ حِصْنًا حَصِينًا
28وَبَيْتُ فِيهِ مَسْلَمَةُ أَدِيبٌ
يَعْفُ وَلَا يَسُوءُ السَّامِعِينَا
29وَأَنْتَ كَمعَوَّلٍ مَا بَيِّنَ بَيْنٍ
وَتَهْدِمُ كُلَّمَا يَوْمًا بَنِيْنَا
30أَيا مَنْ تَسْتَهِين بِحَقِ قَوْمٍ
لُعنتْ مُشَرَّدًاً فِى الْعَالَمِينَا
31وَلَا عتب عَلَيْكَ فَقَدْ عَلِمْنَا
بِأَنَّكَ مِثْلُ حَالِ الْعَابِرِينَا
32وَلَا تَنْظُرْ فَلَنْ نَأْتِيَكَ سَعْيًا
فَإِنَّ السَّعْيَ حَقُّ الصَّالِحِينَا
التعليقات مغلقة.