عَلَىٰ ضِفَافِ الشَّوْقِ قصيدة للشاعر / محمد عبد الله المراغى
يَجُولُ عَلَىٰ ضِفَافِ الشَّوْقِ قَلْبِي
فَيَأْخُذَنِي الْحَنِينُ إِلَىٰ هَوَاكِ
.
فَتَطْفُو فَوْقَ مَوْجِ الْعُمْرِ ذِكْرَىٰ
تُجَدِّدُ فِي دَمِي نَشْوَىٰ رُؤَاكِ
.
فَأَبْحَثُ ثُمَّ أَبْحَثُ عَنْ هَوَانَا
وَقَد عَزَّ السَّبِيلُ إِلَىٰ لِقَاكِ
.
فَهَلْ غَادَرْتِ أَحْبَابًا وَدَارًا
فَمَا فِي الْكَوْنِ مِنْ خِلٍّ سِوَاكِ
.
أَيَا مَنْ كُنْتِ نُورًا فِي دُرُوبِي
وَعِطْرًا كَمْ تَنَاثَرَ مِنْ شَذَاكِ
.
وَرُوحًا نَبْضُهَا يَسْرِي بِنَبْضِي
وَجُودًا فَاضَ رِيًّا مِنْ نَدَاكِ
.
فَقُولِي كَيْفَ أَحْيَا فِي حَيَاتِي
وَكَيْفَ أَسِيرُ إِنْ عَزَّتْ خُطَاكِ
.
وَكَيفَ الْعَيْشُ دُونَ الْوَصْلِ يَوْمًا
وَقَدْ طَالَ الْفِرَاقُ وَكَمْ طَوَاكِ
.
فَآَهٍ لَوْ عَلِمْتِ جَوَىٰ فُؤَادِي
وَكَيْفَ الْحُزْنُ يُرْدِي لِلْهَلَاكِ
.
فَيَامَنْ كُنْتِ صَرْحًا عِنْدَ بُؤْسٍ
وَ يَامَنْ ذُقْتُ شَهْدًا فِي رُبَاكِ
.
وَيَا مَنْ كُنْتِ فِي قَلْبِي دِمَائِي
فَمَا ضَاقَ الْفُؤَادُ وَمَاشَكَاكِ
.
لِمَ اخْتَرْتِ الرَّحِيلَ بِلَا وَدَاعٍ
وَحَجَّبْتِ الْعُيُونَ بَأَنْ تَرَاكِ
.
فَكَمْ سَكَنَتْ نِصَالُ الْهَجْرِ صَدْرِي
وَبَاتَ الدَّمْعُ يُسْفَكُ بِالتَّبَاكِ
.
تَرَكْتِ الْقَلْبَ يَمْضِي فِي قُيُودٍ
هُنَا مَابَيْنَ حُزْنٍ فِي عِرَاكِ
.
فَطَالَ الَّلَيْلُ يُقْلِقُنِي سُكُونِي
أُسَامِرُ لَوْعَتِي كَيْمَا أَرَاكِ
.
وَبَيْنَ جَوَانِحِي النِّيرَانُ أَجَّتْ
وَمَا أَخْشَاهُ فِي يَوْمٍ أَتَاكِ
.
فَإِنْ طَالَ الْبُكَاءُ عَلَيْكِ مِنِّي
فَفَي قَلْبِي حَنِينٌ مَاسَلَاكِ
.
وَلَكِنْ فِي قَضَاءِ الَّلٰهِ صَبْرٌ
وَطَوْعُ الْأَمْرِ لِلرَّحْمَٰنِ ذَاكِ
.
فَيَارَبَّ الْوَرَىٰ صَبَّرْ كَلُومًا
تُفَارِقُهُ الْأَحِبَّةُ فِي دِرَاكِ
يوم الإثنين الموافق
9 من شهر ذي القعدة
1444 هجرية
29 من شهر مايو
2023م
التعليقات مغلقة.