موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

عَوْدَةٌ إِلَى اللهِ وَتَسْبِقُنِي جَوَانِحِي بقلم أَحْمَدُ إِبْرَاهِيمُ مَرْعُوه

494

عَوْدَةٌ إِلَى اللهِ وَتَسْبِقُنِي جَوَانِحِي بقلم أَحْمَدُ إِبْرَاهِيمُ مَرْعُوه

هَا أَنَا رَاحِلٌ إِلَى الرُّكْنِ الرَّكينِ بَعْدَمَا مَزَّقَتْنِي الْأَمْرَاضُ بِالسِّكِّينِ، وَالَّتِي كُنْتُ لَهَا مُسْتَكينًا لِأَنِّي كُنْتُ أَعِيشُ فِي الْحَيَاةِ مِسْكِينًا، وَمَا كُنْتُ أَلُوذُ بِالْفِرَارِ وَسَطَ الْفَارِّينَ الْهَارِبِينَ رَغْمَ الآهَاتِ الشَّرِيدَةِ، والآلَامِ الطَّرِيدَةِ، لِأَنِّي كُنْتُ أعْرِفُ أَنَّ الْمَكَانَ قَرِيبٌ هُنَاكَ عِنْدَ الشَّاطِئِ الآخَرِ.. أَيُّ آخَرَ… يَا تُرَى – عِنْدَ رَبِّ الْعَالَمِينَ؟
هَكَذَا كُنْتُ أَقُولُ وَهَكَذَا كُنْتُ أُرَدِّدُ كَمَا يُرَدِّدُونَ، وَكُنْتُ أَجْلِسُ وَحْدِي أَتَرَقَّبُ قَلْبِي الْحَنُونَ عِنْدَمَا يَخْفِقُ لِلَحَظَاتِ الْحَنِينِ مَا بَيْنَ التَّرَدُّدَاتِ الحَانِيَةِ فِي الصُّعُودِ وَالْهُبُوطِ، وَالَّتِي تَحْنُو لَهَا الْعَاطِفَةُ لِلَحَظَاتٍ خَاطِفَةٍ، وَيُلْقَى بِهَا عُنْوَةً فِي سَاحَةِ مَوْجَاتِ الرَّنِينِ، وَالَّتِي سُرْعَانَ مَا تَكْشِفُ عَنْ مَوَاطِنَ الْخَلَلِ الَّتِي يَصْطَدِمُ بِهَا الْألَمُ لِيَلْعَبَ فِي سَاحَةِ الْاِنْشِغَالِ الْفِكْرِيِّ، وَكُنْتُ كُلَّمَا أُحَاوِرُ نَفْسِي كَانَتْ تَبْحَثُ لِي عَنِ الْبَدِيلِ الَّذِي يُسَكِّنُ وَلَا يُزِيلُ، فَكُنْتُ أَشْعُرُ بِأَنَّ هَذَا هُوَ بِدَايَةُ الْمَسِيرِ فِي دَرْبِ الرَّحِيلِ!
وَكَانَتْ تَحْمِلُنِي أَقْدَامِي لِأَطُوفَ بِهِ فِي حَارَةِ الْمَسَاكِينَ الْفَاقِدِينَ لِلْأَمَلِ، أَوْ فِي أَمَاكِنَ كَثِيرَةٍ مُشَابِهَةٍ، وَرَغْمَ أَنَّهَا كَانَتْ تَعْرِفُ أَنِّي أنْفُرُ مِنْهَا كَانَتْ تَطُوفُ بِي فِي أَمَاكِنَ أُخْرَى يَكمُنُ فِيهَا ضَعْفِي، وَكَانَتْ تُحَاوِلُ أَنْ تَصِلَ بِي إِلَيْهَا، وَرَغْمَ أَنَّهُمْ وَضَعُوا فِي يَدِي تِلْكَ الْوَرَقَةَ الَّتِي تَعْرِفُونَهَا- وَالَّتِي كَتَبُوا لِي فِيهَا: هَا نَحْنُ قَدْ كَتَبْنَا لَكَ الدَّوَاءَ فَنَظَرْتُ إِلَيْهِمْ وَاِبْتَعَدْتُ، وَمِنْ يَوْمِهَا مَا عَاوَدْتُ!
الْمَوْتُ مَوْتٌ – وَلَيْسَ لَهُ دَوَاءٌ- وَعَلَيْنَا الْاِنْشِغَالَ بِالْآخِرَةِ، فَقَدْ قَالَ اِبْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ: هَلَكَتْ جَارِيَةٌ فِي طَاعُونَ فرآهَا أَبُوهَا فِي الْمَنَامِ، فَقَالَ لَهَا: يَا بُنَيَّه أَخْبِرِينِي عَنِ الْآخِرَةِ؟!
فَقَالَتْ لَهُ: قَدِمْنَا عَلَى أَمْرٍ عَظِيمٍ، وَقَدْ كُنَّا نَعْلَمُ وَلَا نَعْمَلُ، واللهِ لَتَسْبِيحَةٌ وَاحِدَةٌ، أَوْ رَكْعَةٌ وَاحِدَةٌ فِي صَحِيفَةِ عَمَلِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا.
لَقَدْ قَالَتِ الْجَارِيَةُ كَلَامًا عَظِيمًا: (كُنَّا نَعْلَمُ وَلَا نَعْمَلُ) وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنَّا لَمْ يَفْهَمْ مُرَادَهَا.
كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّنَا إِذَا قُلْنَا: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ مِائةَ مَرَّةٍ تُغْفَرُ لَنَا ذُنُوبُنَا وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ وَتَمَرُّ عَليْنَا الْأيَّامُ واللَّيَالِي وَلَا نُقُولُهَا.
كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّ رَكْعَتَي الضُّحَى تُجْزِئُ عَنْ 360 صَدَقَةً (وَتَمَرُّ عَلَيْنَا الْأيَّامُ تِلْوَ الْأيَّامِ وَلَا نُصَلِّيهَا).
وَكُنَّا نَعْلَمُ أَنَّ مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ تَطَوُّعًا بَاعَدَ اللهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعَ خَنَادِقَ وَبَاعَدَ اللهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا.
وَكُنَّا نَعْلَمُ أَنَّ مَنْ عَادَ مريضًا (أَيْ زَارَهُ) تَبِعَهُ سَبْعُونَ ألْفَ مَلَكٍ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ اللهَ (وَلَمْ نَزُرْ مَرِيضًا هَذَا الْأُسْبُوعَ).
وَكُنَّا نَعْلَمُ أَنَّ مَنْ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ وَتَبِعَهَا حَتَّى تُدْفَنَ أَنَّ لَهُ قِيرَاطَيْنِ مِنَ الْأَجْرِ (وَالْقِيرَاطُ كَجَبَلِ أُْحُدٍ) وَتَمَرُّ عَلَيْنَا الْأَسَابِيعُ وَلَمْ نَذْهَبْ إِلَى الْمَقَابِرِ.
وَكُنَّا نَعْلَمُ أَنَّ مَنْ بَنَى للهِ مَسْجِدًا وَلَوْ كَمِفْحَصِ قَطَاَةٍ( عُشُّ الطَّائِرِ) بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ (وَلَمْ نُسَاهِمْ فِي بِنَاءِ الْمَسَاجِدِ وَلَوْ بِعَشْرَةِ دَنَانيرَ).
وَكُنَّا نَعْلَمُ أَنَّ السَّاعِيَ عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَأَبْنَائِهَا الْمَسَاكِينِ كَالْْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ َكَصَائِمِ النَّهَارِ الَّذِي لَا يُفْطِرُ وَكَقَائِمِ اللَّيْلِ كُلِّهِ وَلَا يَنَامُ( وَلَمْ نُسَاهِمْ فِي كَفَالَةِ الْأَرْمَلَةِ وَأَبْنَائِهَا).
وَكُنَّا نَعْلَمُ أَنَّ مَنْ قَرَأَ مِنَ الْقُرْآنِ حَرْفًا وَاحِدًا فَلَهُ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا وَلَمْ نَهْتَمَّ بِقِرَاءةِ الْقُرْآنِ يَوْمِيًّا.
وَكُنَّا نَعْلَمُ أَنَّ الْحَجَّ الْمَبْرُورَ جَزَاؤُهُ الْجَنَّةَ وَ أَجْرُهُ أَنْ يَرْجِعَ الْحَاجُّ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ (أي بِصَفْحَةٍ بَيْضَاءَ نَقِيَّةٍ مِنَ الذُّنُوبِ) وَلَمْ نَحْرِصْ عَلَى أَدَاءِ مَنَاسِكِ الْحَجِّ مَعَ أَنَّ الظُّروفَ سَهْلَةٌ وَمُيَسَّرَةٌ عَلَيْنَا.
وَكُنَّا نَعْلَمُ أَنَّ شَرَفَ الْمُؤْمِنِ قِيَامُهُ اللَّيْلَ وَأَنَّ النَّبِيَّ ﷺ مَعَ صَحَابَتِهِ لَمْ يُفَرِّطُوا بِصَلَاَةِ الْقِيَامِ طُولَ عُمُرِهِمْ رَغْمَ اِنْشِغَالِهِمْ بِلُقْمَةِ عَيْشِهِمْ وَجِهَادِهِمْ فِي سَبِيلِ نَشْرِ دِينِهِ أَمَّا نَحْنُ فَالتَّفْرِيطُ كَبِيرٌ فِي هَذَا الْمَوْضُوعِ.
وَكُنَّا نَعْلَمُ أَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ وَلَمْ نَسْتَعِدَّ لِهَذَا الْيَوْمِ.
وَكُنَّا نَدْفِنُ الْمَوْتَى وَنُصْلِّي عَلَيْهِمْ وَلَمْ نَجْتَهِدْ لِمِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ وَكَأَنَّنَا لَدَيْنَا شَهَادَةٌ تُفِيدُ أَنَّكَ غَيْرُ الْمَقْصُودِ.
اعْلَمْ أَخِي وَاِعْلَمِي أَخَتَي أَنَّ كُلَّ نَفَسٍ نَتَنَفَّسَهُ يُقَرِّبُنَا إِلَى الْأَجَلِ الْمَحْتُومِ (الْمَوْتِ) وَمَا زِلْنَا نَلْهُو وَنَلْعَبُ وَنَمْرَحُ، وَنَسِينَا قَوْلَ اللهِ تَعَالَى: ﴿يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (٣٤) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (٣٥) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (٣٦) لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (٣٧)﴾ [عبس:34 : 37].
مَاجِسْتِير: أَحْمَدُ إِبْرَاهِيمُ مَرْعُوه
وباحث في مرحلة الدكتوراه

التعليقات مغلقة.