عُرف الدِّيك.. بقلم / محمد الأمين محفوظ.
لم يجد حلا إلا أن يستسلم ، وينفذ أمر نقله مدرسا للتاريخ بمدرسة – كفر عُرف الديك ؛ لصالح العمل كما ورد…
كل ما يعرفه عن الكَفر أنه أقصى بلد تابع للإدارة ، والطريق إليه ترابي ومواصلاته تكاد تكون معدومة…
تجشم الذهاب بأن اكترى سيارة أجرة ؛ ليتسلّم العمل ثم البحث عن سكن فلا مفر من الإقامة…
ساعده عامل في العثور على مسكن ؛ فله و زوجته ابنان وبنت هي الكبيرة…
خلال الأسبوعين الأولين من الإقامة كانت علاقته بأهل الكَفر محدودة…
لكنها مع الوقت اتسعت بمبادرات مشكورة من قبل كثيرين ؛ لحسن أخلاقه والتزامه
وسمعته التي خرجت من المدرسة ، فضلا عن استقامة أولاده…
بعد أشهر قليلة ، استنارت فكرة جميلة في رأس مدير المدرسة ، هي أن يزوّج ابنه الصغير
بابنته الكبيرة ، فأرسل له من أخبره بنيّته ، فما كان منه إلا الترحيب على نيّة الحضور وبكل سرور…
واجتمع الطرفان …بعد أن شربوا تحية التشريف ابتدأ المدير الكلام :
دون أن نتجادل ونتبادل قالوا ويقولون ، أنتم ملزمون بجهاز كامل لا ينقصه شيء
حتى الإبرة مع الخيط ، وظِلّ ابننا ولا ظِل أي حِيط ، والشرف لنا إذ عندنا عُشّ للعصفورين
وهذا عُرف كَفرنا نتبعه منذ سنين موغلة في التاريخ…وأمنحك فرصة للتفكير…
في صباح اليوم التالي غاب عن المدرسة ليحمل إلى المسؤولين طلب فِرار من عُرف الديك.
التعليقات مغلقة.