عُشَّاقُ الحياةِ خاطرة بقلم.. حبيبة سلام
في رحلةِ الحياةِ نُقابلُ ألواناً من الناس؛ فمِنهم من يَمُرُّ عليك مرور الكرامِ دون أَنْ تلتفتَ إليه أو حتىٰ تشّْعُرَ بهِ، ومنهم من يُعَلِّمُ عَلَيْكَ تارِكاً في نَفْسِكَ آثاراً كالجُروحِ الغائِرَةِ؛ لا تَنْدَمِل أبَداً.
ولكِنْ هُناكَ أُناسَاَ يَحارُ في جمالِهم العَقلُ ويَتحرَّكُ لهُم الوجْدانُ؛ فتخْشَعُ الجوارحُ للهِ الخالقِ المُصَوِّرِ وتسبـِّحُ بحمدِ المُبدِعِ الذي خلقَ الجمالَ ونوَّعَ الألوانَ وألهَمَ النفوسَ فُجورَها وتقواها…
أناسٌ يُدخِلون البهجةَ على النفسِ ويغرسونَ السرورَ في القلبِ..
اناسٌ قد حَباهُم اللَّه بمَلَكاتٍ لا تُتاحَ لِغَيرِهِمْ وميَّزَهُم عَن دونِهِمْ بحُبِ الخَيْرِ والجَمَالِ….
أناسٌ يُنقِّبونَ عن الجَمَالِ أيْنَما وُجِدَ.. ويُوظَّفون جوارِحَهُم للبحثِ في مَلَكوتِ اللَّه عنْ أسْرارِ الجَمَالِ فيَستشْعِرونها و يُسلِّطونَ
الضَّوءَ عليْها…
أُناسٌ يعْرِفونَ جيِّداً كيفَ يحْيونَ ويتَعايشونَ مَعَ المُتاحِ مِنْ حولَهِمْ ليستَمْتِعوا ويُمتِعون مَنْ حَوْلَهِمْ..
أُناسٌ يُجيدونَ شُكْرَ النِّعَمِ والتسْبيحَ بِحَمْدِ المُنْعِمْ…
أولئِكَ هُمْ أُناسٌ يُحْسِنون العزفَ علىٰ أوتارِ الحياةِ….
التعليقات مغلقة.