عُودٌ بِهِ الألحانُ جابَتْ أضلُعي…
محمد إبراهيم الفلاح
عُودٌ بِهِ الألحانُ جابَتْ أضلُعي
كَسَتِ الخُدودَ بِحُمْرةٍ لم تُنْزَعِ
يا وَيلَ قلبي مِن جَميلِ بَيانِهِ
إنْ قالَ شِعرًا دارَ بي وَبِمَنْ مَعي
وَألِفْتُهُ كالرِّيحِ تألفُ وَردَةً
كَم كان زَمزَمُهُ إليَّ كَمِخْدَعي
فَسَقى بَغَيثِ لُحُونِهِ البَيداءَ لي
فَنما بِها تَمْرُ العِراقَ الأصْمَعي
وَأنا مُحارِبَةٌ، أميرةُ أبْحُرٍ
في حُبِّهِ ما زِلتُ ألقى مَصرَعي
شَرَدَتْ حُروفي في المَنامِ تَلَعْثُمًا
أمسكْتُ حَرفي عن غرامٍ مُولَعِ
عَجَبي على مَن كان صخرًا قَلبُها
مِن كأسِ لوعَتِهِ تَغِيبُ وَلا تَعي
إنْ جاء طيفًا في المنامِ يَزُورُها
ظَلَّتْ طريحَةَ طَيفِهِ في المَضْجَعِ
وَرُموشُ عَينَيهِ سِهامٌ كالقَنا
إنْ صابَ واحِدُهُمْ يَنُوشُ كَمِقْمَعِ
بَينَ التَجافي والتداني شَهقَةٌ
كالشَّمسِ بينَ مَغيبِها وَالمَطْلَعِ
يَمَّمْتُ مَكَّةَ مِن عَفافِ هُيامِهِ
وَتَوَضَّأتْ بِكْرُ الإناثِ بِأدْمُعِي
يا لُعْبَةَ الأقْدارِ عنِّي فابْعُدي
إيَّاكِ وَالخُذْلان لي… فَلتَرْجِعِي
هُو ذا سمائي والعُلا وَرِياضُها
أيَّانَ تأتِ بِمِقْلَعٍ لا أُقْلَعِ
الأصْمَعي: العالي المَنزِلة
القِنا: الرُّمْح يَمَّمْتُ: قصَدْتُ أو اتَّجهْتُ ناحية
مِقْلَع: أداة تَقلعُ النباتات الصغيرة
محمد إبراهيم الفلاح
التعليقات مغلقة.