غربة الروح والجسد قلم سحرعبدالواحد
وفي زحمة الناس والطرقات أشعر بوحدة فظيعة ..
مربكة هي تلك العزلة والغربة التي لا تستطيع أن تألف فيها روحا تشبهك وتفهمك ..
رغم أزدحام مجتمعي إلا أنني اشعر بوحدة في روحي لا الوجوه تشبهنا ولا اللغة تفهمنا ولا الأرض تأوينا ولا الحياة تستهوينا..
كل شيء حولي مبهر للنظر ولكن باهت الإحساس..
من حولي يمنحون لي الكثير ولكن لا أشعر بملكيتي لها ..
شوراع نظيفة ولكن لا أرى بين المارة وجوه أهلي ..
أبنية راقية ولكن لا أشم بها ولفة العائلة ورائحة الياسمين وقهوة أمي الصباحية …
رفاهية وفيرة لا أنكر ولكن قضت على الراحة النفسية ..
العادات لا تشملنا وعادتنا الجميلة هناأصبحت في طريق الأنقراض..
نركض من الصباح الى المساء وكأننا آلات وعلينا نكران الذات ..
رغم زحمة الناس والأمان أشتاق الى زحمة الأعياد و آذان الصلاة أشتقت الى طفولة بريئة ترضيها دمية من صنع يد الأم وكرة يتفاخر بها الأخ والأنتظار أمام باب البيت لعودة أب ..
أي غربة نعيشها في روحنا؟؟
قالوا الطيور على أشكالها تقع..
ليس صحيحاً فالحياة أوقعتنا على وجوه لا تشبهنا ولا نشبهها لا نستطيع ان نتعايش مع واقعهم ولا نستطيع نسيان واقعنا …
غربة الروح تفاقمت واللهجات تشابكت وأنعقدت ومهما أندمجنا وتتطورنا نبقى في غير واقعنا لاجئين ومغتربين..
التعليقات مغلقة.