موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

غريب… عبد الصاحب إبراهيم أميري

333

غريب،،،،

عبد الصاحب إبراهيم أميري


،،،،،،،،،
أمره كان مستعصيا على العقول، شاب في الأربعين من عمره،، آثار الوسامة لا زالت على وجهه الملائكي، يجوب شوارع المدينة، ليل نهار، ان غلبه الإرهاق يفترش أبواب المساجد لا بيت له ولا إسم ولا عنوان ، طعامه من الفضلات، ان جاع و غالبا لا يجوع ،لا يتقبل الصدقات، خدام المساجد ينتهزون ساعة نومه ويضعون ما عندهم من مساعدات عند راسه، وهم يعرفون انه يعادي النقود، لا يسبب الأذى لأي كائن كان، رؤوف عطوف، يقف احيانا عند مفترق الطرقات يساعد العجزة في العبور من الشارع ، وأن قدموا له شيئا يرفضه بقوه
-لا. لست فقير،
خذ نقودَك واغرب من ناضري، لا ترون الأشياء إلا بالمال
ثم يعلو صراخه
-انا لست فقيرا. ،انا أكره النقود،
ويهرب من الموقف مسرعا، يختفي يوما او يومين وربما ثلاثة، ولا أحد يعرف إين. يذهب على وجه التحديد

قليل الكلام، يرفض الجدل والحديث، الإ جملة واحدة، يرددها ليل نهار وتكاد ان تكون حاجته القصوى
-من يبيعني. انا اشتري
يرددها بلحن ، يجذب الأنظار، صوته عذب كوجهه الملائكى ينفذ إلى القلوب
-من. من. يبيعني. ي ي ي يبعني ، انا انا انا اشتري اشتري. اشتري
لذا نشهد ركبا من الشباب والشابات يسيرون خلفه، يستمتعون بصوته، يفتشون عن لغزه، ليكشفوا سره، يتردد على الألسن، أن ظهوره في المدينة لا يزيد عن سنتين أو ثلاث، هذا كل ما عندنا منه، وإذا ما دار الحديث، يسمونه
-من يبيعني
نعم ظل هذا الشاب (من يبيعني) لغزا في المدينة، فلا احد يعرفه، وأن هناك الكثير ، حاولوا التقرب اليه لمساعدته، ينظر إليهم نظرة عاقل خبير وينطق بهدوء

  • أحقا تبيعني
  • يعود إلى حاجتك، ماذا تريد على وجه التحديد
    يسكت طويلا ويبقى يتفحص البائع كمن يزن مقدار استطاعته على البيع ، و يطول الأنتظار، حسب صبر البائع، وقد يولي هربا بعد أن تساوره الشكوك، ويستمر في البحث عن غايته، مناديا
    -من. من. يبيعني. ي ي ي يبعني ، انا انا انا اشتري اشتري. اشتري
    ،،،،،،.،،،،،،،،،
    أقترب نحوه ذات يوما رجلا وقورا في التسعين من عمره، كان يراقب الشاب دون علمه ويعرف ايضا عندما يفقد توازنه ، يقضي أياما في مقبرة المدينة حتى يسترد شيئا من عافيته، يثق بنفسه ، بينما كان الشاب (من يبيعني) يعلن عن حاجته
    وركب الشباب والشابات خلفه يتبعون خطواته، وهو يردد جملته المعروفه بأسلوبه الساحر
    -من. من. يبيعني. ي ي ي يبعني ، انا انا انا اشتري اشتري. اشتري
    همس العجوز بإذن الشاب
    -حاجتك عندي
    التفت الشاب(من يبيعني) يزن مقدار صدق القائل
    تلقى العجوز النظرات بابتسامة بعث الطمأنينه في قلب الشاب
    -وهل تعرف حاجتي
    همس العجوز باذنه مرة أخرى
  • اعرفك حق معرفه واعرف حاجتك و مهما تكن حاجتك هي عندي
    -وماذا تريد لقائها
    -تريد أن يعرف الناس حاجتك
    -لا تقلق،. ابيعَك اياه
    قادالرجل العجوز الشاب (من يبيعني) إلى منزله وكلاهما لا يصدقان بما يجري ،
    والشاب يسأل مرارا
    -هل تعلم بحاجتي
    -كيف اعلم وانت لم تبح بها
    -اريد ان اشتري الموت
    أحتار في الرد على الشاب، الإ انه حاول السيطرة على الموقف، ابتسم
    -أبيعك أن كنت مصرا، البيع والشراء،. يجب أن يكون فيه وضوح، انا اسمي الحاج عبد القادر. وأنت
    -حبيب
    اسم جميل، قم يا حبيب واغتسل،. لا يصح ان تموت على قذاره
    -“بعت
    -” كلامنا، كلام الرجال، بعتك
    اغتسل الشاب وبانت ملامحه الجميلة، وزوده الشيخ بما عنده من ملابس تعود لولده الذي مات شابا في جبهات القتال وترك زوجة وبنتا، تأثر حبيب بما سمع وكان بوده خلع الملابس ، وأشار للعجوز
    -متى
    طرقت الباب زوجة إبن العجوز تحمل صحون الطعام، سلمت بأدب وخشوع
    وودعت، أشار العجوز اليها
    -“إنها زوجة إبني فتاة صابره،
    وسؤال الشاب لا زال يرن في الاسماع
    -” متى
    -بعد تناولنا طعام الغذاء، يكره ان تودع جائعا، حتى الخراف يسقوها الماء قبل الذبح، فكيف بفتى وسيم مثلك،
    أحتار الشاب بين صحة كلام العجوز،وعدمه،
    قام العجوز من مكانه وأتى بمراة للشاب،. ما أن نظر الشاب للمرآة،.
    حتى دمعت عينييه وبدأ بالبكاء، تركه العجوز يبكي دون أن يقول شيئا، حتى نطق الشاب
    -هل تدري يا عم، هذه اول مره أشاهد نفسي من بعد الحادث،
    لم يحاول العجوز ان يعقب على كلامه او يوجه له سؤالا اخرا يعكر فكره.، وضع أمامه طعام الغذاء
    -تناول غذائك ياحبيب، لا وقت لنا
    تناول حبيب طعام الغذاء بحلاوة، يبدو أنه لم يتناول طعاما بهذه الشهية،
    -العجيب فيك يا عم لم تسألني لم اشتريت الموت منك
    -“لا شك انه امر خاص،. ولا تحب أن يتعرف عليه أحد
    ،،،،،،،،،،،
    كان على وشك ان يتزوج، وأن زوجته كانت وعائلتها يسكنون هذه المدينة وأباها تاجر له شأن، جاء ليعد العدة ليوم الزواج،. وجد ان زوجته و أبويها ماتوا أثر حادث سير ومنها سكن حبيب مقبرة المدينة وفاء لها،
    قدم العجوز له آيات التسلية، وأتى بورقة وقلم، وطلب منه أن يكتب

-اكتب ماذا

-لكل بيع وشراء عقد، الا تريد أن تد
فع ثمن الشراء
-ادفع، انا لا أملك مالا
-انا الاخر لا أطلب منك مالا تعمل بمتجري شهرا لقاء ثمن موتك ، قد تكون لي عونا او ولدا وانا شيخ كبير
ما أن انتهى الشهر تقدم حبيب لخطبة زوجة إبنه المرحوم

النهاية
-“

التعليقات مغلقة.