غريق بقلم.د.جميل أحمد شريقي
اصارعُ الموجَ لا خِلٌّ ولا سندُ
وحوليَ الموتُ أرتالاً لها عِدَدُ
واطلبُ الغوثَ لكن من يغيثُ فتىً
وكلُّهم غارقٌ للصمتِ يستندُ؟
أغوصُ للعمقِ والأعماقُ تسحبُني
نحوَ الهلاكِ ولحنُ الموتِ منفردُ
ويصدحُ الصوتُ مخنوقاً لعلَّ صدىً
يعانقُ السمعَ .. لكن لا يُرى أحدُ
في لحظةِ الخوفِ لا يحتالُ ذو حِيَلٍ
ولا يجودُ لبابٌ باتَ يُفتقَدُ
ولا يقومُ على صبرٍ أخو جَلَدٍ
ولا يرقُّ لمن قد ضاعَ معتقِدُ
ويرفعُ الموجُ أجساداً ويغرقُها
وقد يلاعبُها والحسُّ يرتعدُ
حتى الأساطينُ يحلو أن ترى رجلاً
في لجةِ البحرِ ما مُدَّت إليه يدُ
مارقَّ لي الناسُ راحَ الموجُ يدفعني
والشطُّ منتظرٌ والأهلُ والولدُ
حتى رُميتُ على أطرافِ راسيةٍ
حنَّت عليَّ وكلُّ الناسِ ما وردوا
وما صحوتُ لأنَّ الحزنَ أغرقني
وأصعبُ الحزنِ ما بانت به العقدُ
كأنما الصخرُ يحنو عندَ شدَّتنا
وغالبُ الناسِ لا روحٌ ولا جسدُ
التعليقات مغلقة.