غزّة السكّين شعر .. سامر دويك
في غزّتي غزّة السكّين من رَحِمي
يا عزّة العزّ فوق الشّمس والقمم
.
أبو عبيدةَ ومضُ البرق طلّته
يطلّ كالليث أو كالشاهق العَلَم
.
أنتم أسودٌ بساح الخلد صولتكم
والحاكمون بأمر الخزْي كالغنم
.
النجم يعلو على أكتاف فتيته
يقبّلُ الموتَ في عرسٍ فماً لفم
.
يمدُّ للفجر أنواراً بهيبته
والخانعون هَوَوا في حالكِ الظلم
.
يعانق الموت مشتاقاً لجنّته
يفيضُ روحَ الشذا في زهْوِ مبتسم
.
نحن الصّغارُ وأنتم في العلا شُهُبٌ
متْنا صَغَاراً أمامَ الطودِ والشّمم
.
لمجدكم هُزَّ عرشُ الذلِّ من مَلكٍ
يزيّنُ العرشَ بالخذلان والضِيَمِ
.
فما صفعْتم يهودَ الجُبْن في يدكم
وما قهرتم عدوَّ اللّه في همم
.
لكنْ صفعتم وجوهَ العُرْبِ صفعَ ردىً
ودستمُ الجبهةَ الخرقاء بالقدَمِ
.
بطولةُ الفخر آيَ المجد سطّرها
بالتبْر سطرَ سنا في ومضة القلم
.
يا أمّةً دينها الدولارُ تعبده
يا أمّةً كُتبت من أجهل الأمم
.
إنا لمن أمّةٍ ماتت كرامُتها
أخلاقُها دُفنت في القاع كالرّمم
.
أمام أعدائها تنذلُّ صاغرةً
وبين أبنائها بالحقد كالحمم
.
ترمي الفتات لشعبي وهْي تسرقه
تسخو بجزْيتها للغرْب في كرم
.
على صدور ملوك الذلِّ أوسمةٌ
تغرّهم وقصور النهْب كالأطم
.
تغترُّ بالجاه والأموالُ معبدُها
تموت رغم جياع الأهل بالتُخم
.
لا خيرَ في وطنٍ لم يكفِ ساكنه
ولا بأرضٍ جنت للسارق النَهِم
.
إذا بنوك رموكَ اليوم في سخطٍ
أنّى تلوم بني الأغراب والعجمِ
.
إذا أخونا بكلِّ اللؤم يقتلنا
وابنُ العمومة حين البأس كالصنم
.
في غزّتي غزّة السكّين من صُحُبي
وعزّة الغربا خيرٌ من الرّحم
.
قابيلُ ترشده الغربانُ حين غوى
والذئبُ يبرأ مذهولاً من التُّهم
.
وأهل يوسفَ هم ألقوه من بُغَضٍ
هم خالطوه قميصاً مصبغاً بدم
.
كُفّي صراخك يا أختاه ليس بنا
فاروقُ عدلٍ ولا أخلاقُ معتصم
.
أختي لك اللّه، في الأوطان لا سندٌ
سوى عزيزٍ، من الفجّار منتقم
التعليقات مغلقة.