غير وجهة فؤادك
محمد عبده
من الجدير بالذكر أن لكل منّا اهتمامات وأولويات يكافح لأجلها، ويناضل لتحصيلها، يبذل لأجلها كل غالٍ ونفيس، يضحى لأجلها بماله ووقته وجهده،
ومن منا ليس كذلك؟،
من منا لا يضع نَصْب عينيه حلما يبغى تحصيله؟
،من منا لا يغلق مملكة قلبه على إنسان وحيد يمثل له الأمل،الحياة،السعاده؟،
من منا لا يضع نصب عينيه منصبًا أو مكانةً يجِدُّ لبلوغها؟ ،
تلك أسئلة هى من الأهمية بمكان،
ولكن السؤال الأهم: هل يجوز للمرء أن يُغيّر وجهته،ويعْدُلُ عن بعض اهتماماته إذا اتضح له أنها اهتمامات فى غير محلها؟،
أم أنه من العيب أن يعيد المرء ترتيب أولوياته من حين لحين؟،
أمن العيب أن يعيد المرء تغيير مكانات الناس ودرجاتهم كل على حسْب ما يُزَكّى به نفسه؟
وأقول والله أعلم:
إنه ليس عيبا أن تغير اهتماماتك،سواءا كانت تلك الاهتمامات بأشخاص،أو بأماكن، أو بعادات، ليس عيبا أن تغير وجهتك لتحصل على راحتك، وتحقق سعادتك، وتنعم بطمأنينتك ،ليس عيبا ،بل فرضا عليك أن تصوّب وجهتك ما اتضح لك أنك أخطأت فى اختيارها، فهكذا فعل سيدنا إبراهيم مع ولده إسماعيل حين أمره بتغيير وجهته فى النساء عندما أدرك أنه حاد عن اختيار الزوجة الصالحة ،فترك له رسالة نصها: ‘غير عتبة بابك’،ولو كان عيبا أو محذورا لما حث عليه نبى من أنبياء الله المُتّصف بالعدل، والذى لا يظلم مثقال ذرة، العيب أن تخادع نفسك، وتعذّب روحك، باهتمامك بأشياء لا يأتيك من ورائها إلا ما يؤذيك، العيب أن تتمسك بشخص أو مكان أو عادة أو هواية لا تحقق سعادتك، العيب أن تُمْسِكَ على وجهة ثبت أن فيها تعاستك، فيها شقاؤك،لذا عليك أن تضبط بوصلة حياتك على وجهة السعادة، فأينما وُجِدت فشُدّ رحالك، وسِرْ على بركة الله، فإنك لن تعيش إلا مرة واحدة، فعشْها سعيدًا مسرورًا،اضبط وجهتك على وجهة الصواب حتى لا تتندم، حين لا ينفع الندم، هدانى الله وإياكم سبيل الرشاد، ورزقنا سعادة الدنيا والآخرة، إنه على كل شيء قدير.
10/06/2021
التعليقات مغلقة.