غيوم
قصة قصيرة لإبراهيم معوض
ظلت تحملق في السماء حتى رحل الغيم
ثقلت الأرض بالبرد دون المطر ، وثقل بدنها بالأوجاع ، نزعت غطاء رأسها وتحررت ، فإن النار فى داخلها أقوى من عوامل الجو ، تمنت أن لو تحررت أكثر ولكنها خشيت أن تنهشها عيون طوارق الليل ، ألقت طرحتها حينما تذكرت أنها من قواعد النساء التى لا يمكن أن تشتهيها العيون ، ضحكت حتى اتسعت اخاديد وجهها ، تمنت أن يعود السحاب بمطر غزير يذكرها بوجهها القديم حين احتواها بين ذراعيه وهو يكفكف دموعها بأنامله وقال : لا تيأسي من رحمة الله ياحبة القلب فلكل داء دواء .
عادت دموعها تنسكب حتى بللت سور الشرفه وهي ما زالت تراود السماء عن قطرها حينما تذكرت كيف تركها ومات ؛ كان يحمل من المرض اطنانا ولا يشتكي ، وكلما سقط شعرها من تأثير الدواء قال لها : كل يوم يزداد جمالك .
ظلت تصدقه وتكذب الأطباء حتى شهدت فراقه .
مازال المطر عصيا ، ومازالت الذكريات تتناوب على قلبها ، تتساءل : متى يأتي المطر كي يحتويني فوق أضلاعه ؟
تجيب : يبدو ان المناخ قد تغير كما تغيرت الدنيا … فتحررت وصرخت كي تواسي وحدتها ..
إبراهيم معوض
التعليقات مغلقة.