فؤاد أم ما يزال رحيما
بقلم.د.وجيهة السطل
هذه قصيدة كتبتها عن أم من فضليات الأمهات تقدمت في السن وتركها الأبناء كل في بيته. سقطت على أرض المطبخ في التاسعة مساء. ولم تستطع أن تنهض عن الأرض. فانتظرت حتى الثامنة صباحًا موعد مرور ابنها بها، ليرفعها عن الأرض.
مر شريط حياتها أمام عينيها ، وهي مرمية على الأرض ، ولم تغضب من أولادها، ولا عليهم.وقالت لابنها: إنها تقدر ظروف كل منهم . ولكن الوقعة كانت قضاء وقدرا.
جرحٌ تغلغلَ في الضلوعِ أليما
بفؤاد أمٍّ مايزالُ رحيما
وتكدَّسَتْ سحبُ السنينَ بمُرِّها
فهفا إلى حلوِ اللقاءِ قديما
أيَّانَ كان الجمعُ يلهو صاخبًا
والحبُّ يملأُ بيتها ترنيما
وحنانها يُزْجِي الأمانيَ بينهم
حبًّا وعدلًا بالوفاءِ مقيما
دعتِ الإلهَ بحُرقةٍ وتبتُّلٍ
كيلا يَعُدَّ جفاءَهم تأثيما
ورَجَتْهُ أن يرعى البنينَ بعطفِه
فهو الرحيمُ وما يزالُ كريما
وتتابعت دعواتُها في لهفةٍ
ترجو بأن يبقى الثوابُ عظيما
هذا مثالٌ للأمومةِ صادقٌ
لن تستطيعَ لحبِّها تقويما
رقَّتْ وسامحتِ البنينَ لهجرِهم
فادعوا لها ،وقِفوا لها تعظيما
وبحقِّ من صلَّى عليه وحثَّنا :
“صلّوا عليه وسلموا تسليما”
ادعوا لها ،وتسابقوا في حبها
، لاتهملوا في حقِّها التكريما
ردُّوا العطاءَ مضاعفًا ترضونها
حتى تنالوا جنة ونعيما
د.وجيهة السطل /٢٠١٧
التعليقات مغلقة.