فات الأوان قصة قصيرة عبير توفيق و رؤية لوليد مجدي
لم يكن أحد يتخيل أنه سوف يأتي اليوم الذي سيتحرر فيه من القيد الذي أدمي معصمه لسنوات طوال ، لم يتخيل أحد أنه سوف يحطم الحواجز و الحدود التي حالت بينه وبين تذوقه طعم السعادة وراحة البال ، فظن الجميع أنه سيظل يدور في فلكها طيلة حياته ولن يخرج عن مدارها الذي حددته له ، وها هو اليوم يخلف ظنونها و ظنون الجميع الذين راهنوا عليه بفعلته هذه ، فاليوم وهو في أوج سعادته يشرد بذهنه في الماضي الأليم ، ليتذكر سنين العمر التي ضاعت ،
محدثا نفسه : لقد أهدرت حياتي وسلبت مني بسبب زوجتي العاشقة ، فهي لا تعشق راحة البال والهناء ، ولكنها تعشق التأفف والتضجر بسبب وبدون سبب ولا ترتضي أبدا ، فهي تحترف النكد تهوي الخصام والهجر داخل المنزل وخارجه ،وخاصة في الأعياد والمناسبات ، فكانت لاتضن علي أبدا في هذه الأوقات ، بل كانت تكافئني و تزيد من جرعة الهموم والأحزان ، لقد تصدرت قائمة الأزواج التعساء بسببها ،
فقد ظنت أن حلمي معها وصبري عليها وعلي طباعها الشاذة أنني ضغيف الشخصية وعديم الإرادة ، ولا تعرف أن طيب الأصل وكرم الأخلاق هم من أجبروني علي ألا أقابلها بأعمالها ، وأنني كنت أتناسي ولكنني لم أنس أبدا عشرتها السيئة ، فقد حاولت كثيرا إصلاحها لكن دون جدوي ، ونسيت أنني ذكرت لها مرارا وتكرارا بأن غضب الحليم مثله مثل البركان الذي يظل كامنا وفجأة ينشط ويثور ثم يبدأ في قذف الحمم التي تصهر كل من يقف أمامه ، ومن اليوم فلتعلم أن كل صبر وله حدود ،
وظل يهمهم مع نفسه ، ونسي تماما أن الزغاريد تدوي بجانبه من كل ناحية والجميع يهنؤونه ، و أنه يضع يده في يد صهره الجديد والمأذون يجلس بينهما ليلقنهما صيغة الكلام ويقول له :مالك ياعريس هي الفرحة مش سيعاك ولا إيه ،قول ورايا : وأنا قبلت الزواج من إبنتكم البكر الرشيد
رؤية الدكتور وليد مجدي
هذه افضل قصة قرأتها لك حتي الان استاذه عبير
فيها مقمومات القصة القصيرة كاملة من وحدة الفكر الي التنوع بين الاستهلال و النهاية و غيرها
الا عنصر واحد او مقوم واحد و هو التكثيف فلقد اسهبت في وصف و شرح ما كان يظنه البطل من حلم و ما اراد و ما قابلته به البطلة و كانك تريدين اعطاء مبرر له لاي شئ يفعله
القصة تحتاج الي بعض التكثيف
اما عن العنوان و فقرة البداية فكانت فاضحة للقصة بحيث يعرف المتلقي انه سيتمرد علي وضعه في النهاية و بالتالي لا تكون للنهاية قوة المفاجأة.
كان الاجدر بك ان تكتبيها معكوسة بطريقة الفلاش باك طالما انك تحرقين النهاية و تفضحينها
كان من الممكن ان تكون فقرة البداية هي فقرة المأذون
دمت مبدعة
التعليقات مغلقة.