فارس العرب…بقلم عبدالعزيز الهاشمي
حتى ولو حررت فارسُ للعرب فلسطينَ كلَّها من البحر إلى النهر فلن يغير ذلك من اعتقادنا في إجرام فارس شيئاً ولا في نيتها السيئة في جلب مصلحتها المقدمة على درء مفسدة غيرها .. فقد يضطر المجرم إلى أن يرتدي رداء الفضيلة للوصول إلى مأربه .. فقد تلفع إبليس بثوب الشيخ النجدي .. وقال لآدم وحواء: {{إِنِّيْ لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِيْنَ}} [الأعراف : ٢١]، وقد يحببُ للبعض العبادة في المسجد حتى يتخلف عن الجهاد في سبيل الله .. فلا غرو في اختلاق الطرق السياسية الممكنة لجعلها وسيلة للوصول إلى غاية مرسومة سلفاً .. ولو صدقنا أن الدول تنشأ لمصلحة دول أخرى نكون ساذجين .. فدعم إيران للمقاومة الفلسطينية لن يجعلنا نحبها وليس هو المعيار للحب .. فقد فتح عمر بن الخطاب القدس بدايةً ولم يحبه الفارسيون بل ازدادوا له بغضاً .. فلو كان دعم فلسطين هو المعيار للحب فليحبوا عمراً أولاً وسيجدون منا كل الحب بل نحبهم حباً جماً.
إيران أياديها ملطخة بالدماء والفساد والإرهاب في غير قُطر عربي .. فكيف لنا أن نصدق أنهم يحبون العرب؟
نعم .. إن بعض الخليج ليس أقل إجراماً من إيران .. ولكن هذا البعض صادق في إجرامه بعدم دعم المقاومة الفلسطينية فلم يأمن الفلسطينيون جانبهم .. أما إيران فيجمع بين الإجرام والكذب فيضع السم في الدسم ويأتيهم من حيث أمنوه على أنفسهم وما يملكون .. وما يحدث مع فلسطين يحدث مع لبنان والعراق وسوريا واليمن .. فليخرجوا جميعاً من أرضنا .. وكما يقال: “جِيْد يسلم جِيْد” .. وألف شكر بالطبع لكل من مد يده لأخيه .. ولكن لن يبلغ هذا الشكر منزلة الحب ..
أكذب كذبة في التاريخ .. أن فارس المجوسية أصبحت حاملة لراية الإسلام .. من باب حب آل البيت الكرام وآل البيت منهم براء ..
ومن هنا أقول: بغضنا لممارسة بعض الخليج ينبغي ألا يجعلنا نبغض أئمة أهل السنة الصالحين .. فهم برآء مما يفعل هؤلاء البعض .. وبغضنا لممارسة فارس ينبغي ألا يجعلنا نبغض أئمة آل البيت الصالحين .. فهم برآء مما يفعل هؤلاء الفارسيون .. فالحق أحق أن يُحق .. {{وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}} [الأنعام : ١٦٤]..
عبد العزيز الهاشمي
التعليقات مغلقة.