فارس من وطني بقلم مدحت رحال
هو فارس بحق
في سلاح الخيالة العثمانية
إنه :
( فوزي القاوقجي )
كل فلسطيني يعرفه
قائد جيش الإنقاذ
كل سوري يعرفه
قاتل المستعمر الفرنسي
كل عراقي يعرفه
قاتل الإنجليز هناك
يمكن أن نحدد حياته في ملامح ثلاث :
فترة العثمانيين
فترة الإستعمار الفرنسي لسوريا
*فترة اغتصاب فلسطين
وفي كل فترة كان له وجود وكان له جهاد ،
_ شارك في المعارك ضد الإنجليز في الحرب العالمية الأولى ،
_ شارك في الثورات في مناطق مختلفة من سوريا ضد الفرنسيين في العشرينيات ،
_ قام بتشكيل قوات متطوعة عربية توجه بها إلى فلسطين في ثورة ١٩٣٦ ضد الإنجليز ،
_ ساهم في ثورة / رشيد عالي الكيلاني في العراق ،
_ قاد جيش الإنقاذ في فلسطين ١٩٤٧ ، والذي يعتبر المحطة الابرز في حياته ،
ولد في طرابلس لبنان في عهد الدولة العثمانية ،
درس في المدرسة الحربية في الآستانة ، وتخرج ضابطا في سلاح الخيالة ( سلاح الفرسان ) العثماني عام ١٩١٢ ،
كان يشك في نوايا البريطانيين والفرنسيين الذين اعتمدت عليهم الثورة العربية ، فلم يستجب لمحاولات بعض الساسة العرب التعاون معهم وإقناع القبائل البدوية في العراق وسوريا بالثورة على العثمانيين ،
ولكنه ظل على ولائه للجيش العثماني
اشترك في محاربة الإنجليز حين احتلوا البصرة واصيب في معركة / القرنة .
وقد تصدى لقوافل الإنجليز العسكرية القادمة من الأردن إلى العراق ، وخاض عددا من العارك الناجحة ،
وقد سارع إلى صد هجوم إنجليزي على تدمر واصيب بجراح خطيرة نقل على إثرها إلى دير الزور ، ومن ثم تم تدبير نقله إلى برلين حيث اجريت له عدة عمليات جراحية ، وتم استخراج ١٩ رصاصة وشظية من جسمه إلا واحدة في رأسه لازمته إلى أن توفي ،
وأثناء وجوده في ألمانيا حاول الألمان إقناعه بالعمل معهم ،
وشعر القاوقجي بأنهم يحاولون استغلاله وغيره من الزعماء العرب الموجودين هناك ، فأصر على أخذ اعتراف رسمي بحقوق العرب واستقلالهم قبل الإلتزام بالعمل ،
وقد اتهم القاوقجي الألمان بتسميم ابنه الذي لحق به وعائلته إلى ألمانيا لأنه رفض التعاون معهم .
انتهت الحرب العالمية الأولى بهزيمة الأتراك ووقوع العالم العربي في المشرق تحت الإنتداب البريطاني والفرنسي ،
ورزحت سوريا تحت الإنتداب الفرنسي حسب معاهدة / سايكس بيكو ،
تاثر القاوقجي بثورة / عبد الكريم الخطابي في الريف المغربي ،
وبدأ يعد للثورة على الإستعمار الفرنسي وينظم الخلايا ،
ثم اطلق الشرارة في ٥/١٠/١٩٢٥ ،
استطاع القاوقجي أن يحقق انتصارات على الفرنسيين ،
ولكن نقص العتاد واستشهاد عدد كبير من رجاله اضطره إلى الإنسحاب إلى جبل العرب
وكانت المحطة الابرز في حياته فلسطين ،
مع تفاقم الاحداث في فلسطين واشتعال نار الثورة ،
قام القاوقجي بتجهيز قوة من المتطوعين العرب ، ووصل على راس حملة من العراق ، واتخذ من مثلث نابلس وخاصة منطقة جنين مساحة لنشاط حملته ،
وخاضت قوات الثورة عدة معارك ضد الإسرائيليين اهمها
معركة / المالكية ،
وكما فعلت مع الشهيد / عبد القادر الحسيني ، فقد خذلت الجامعة العربية ممثلة باللجنة العربية العليا فوزي القاوقجي ولم تستجب لطلبه مده بالعتاد الذي كان يفتقر إليه .
وما لبثت أن طلبت منه سحب قواته بعد توقيع اتفاقيات الهدنة مع الصهاينة ،
فانسحب عبر النهر إلى الأردن ، وسرح معظم قواته وعاد مع المفرزة العراقية إلى العراق ،
وانتهى بذلك دوره ،
وفي فترة لاحقة توجه إلى لبنان وانسحب من مسرح الأحداث بعد أن خذله الحكام العرب بين متخاذل ومتواطىء ،
وتوفي في بيروت عام ١٩٧٧ ، بعد حياة حافلة من النضال على مختلف الجبهات العربية ،
لقد كان لظروف تلك المرحلة اثر في تشويش صورة / فوزي القاوقجي ،
فهناك من يرميه بالعمالة للإنجليز وبأنه كان يلعب دور العميل المزدوج بين الإنجليز والألمان ،
ولكن قتاله ضد الإنجليز في العراق وفي تدمر ،
وإصابته ٱصابة بالغة بقيت من أثرها شظية في رأسه إلى ان توفي ،
واتهامه الألمان بتسميم ابنه ، تدحض هذه التهمة ،
وأيا كانت الآراء في فوزي القاوقجي ،
فإنه يعتبر في الذاكرة الشعبية العربية من أهم المناضلين في الدفاع عن الدول العربية وعن القضايا العربية ،
ويلقى كل التكريم كواحد من الأبطال في التاريخ العربي الحديث ،
سيف آخر ،
شامه عُباد الكراسي والتيجان ،
التعليقات مغلقة.