فتاة من قلب الصعيد تحدثكم
بقلم / إيمان أحيا
لطالما كان بداخلي غصة يصاحبها كبرياء نعم أعلم أنه قد يبدو أمرا غريبا بعض الشيئ اجتماعهما سويا ولكن هكذا كان الأمر في حقيقته من نظرة الأخر ليس لي بالتحديد ، ولكن لي كوني واحدة من ابناء مجتمع تشكلت صورة نمطية ثابتة عنه عند ذلك الاخر ،ولكن منذ فترة قصيرة واقول بكل صدق انه منذ فترة قصيرة فقط زالت تلك الغصة للأبد وبقي الكبرياء متربعا دون شريك عُقلت شراكته ام لم تُعقل .
أعلم تماما أسباب زوال تلك الغصة ولكن لن اياها ،لأن الأمر حقا كان يقتضي بعض بل الكثير من التفكر في ماهيتنا ،وبعد هذا التفكير عرفت تمام المعرفة أن تلك الغصة وإن كان وجودها من البداية وجود خاطئ إلا انني اشكر ذلك الوجود الذي لولاه ما كان هذا التفكر وماكان لما وصلت اليه من تحقق فلقد ادركت تماما ان تلك الغصة يجب أن تكون في قلب كل من لم يعرفنا سواء لم تسنح له الفرصة،أم لم يكلف نفسه عناء معرفتنا واكتفى بصورة توارثها من آخرين توارثوها كأصنام ومعبودات توارثها ابناء وامم بإدعاء هذا ما وجدنا عليه ابائنا،
ولو أن احدهم حاول معرفتنا حق المعرفة لما بقيت تلك الصورة الموحشة عن مجتمع يحمل بين جنباته ما يحمله اي مجتمع طبيعي في اي بقعة من بقاع الارض ،وان كنت ارى اننا نزيد في الكثير من اسباب الجمال وليس القبح كما يدعي الآخر، ولكن قدر لنا أن يرى ذلك الاخر او الكثير منه لأكون اكثر تحقيقا لإنصاف كنت افتقده ولكن لم يعد يعنيني- قدر لنا أن يُرى منا الجانب المظلم الذي قد يوجد في أي مكان ليس دفاعا عن ذلك الجانب او استهانة بسوءه ويعلم الله كم اتمنى لو يختفي ذلك الجانب ، ولكن ما رايت طيلة عمري ولا سمعت قط عن مجتمع ملائكي على هذه الأرض ، و كل ما وصلني عن الملائكة انهم يقطنون السماوات ولم يُقدر لهم يوما العيش بيننا وهذا ابسط دلائل ادراك بشريتنا ،
ربما بإمكاني ببذل بعض الجهد تلقين درسا لذاك الاخر ايا كان عن حقيقتنا وحقيقة صورتنا الغائبة عن إطاره ولكن حتى هذا لم يعد يعنيني في شيئ فقط يعنيني ما وصلت إليه من إدارك لحقيقتي كونني فتاة صعيدية من مجتمع صعيدي، ولن اخبركم المزيد عن كيفية زوال تلك الغصة وكيفية الوصول إلى ذلك الإدراك لانه ببساطة شيئ يجب أن ينبع من الذات، ويصل إليه كل واحد منا بنفسه لا أن يتبع طريقة شخص آخر في الوصول اذا كان حقا يبتغي الوصول …
التعليقات مغلقة.