فحمة الليل جمرات بقلم / جيهان النجار
جسدها الممشوق متناسق القوام فى ثياب النوم الزهري الفاتح اللون .. ملقى فوق سرير واسع مغطى بمفرش من القطن الخالص متداخل الألوان وكأنها دوامة موج هائج يتقلب الجسد فوقها يمينا ويسارا ، ثم يسارا ويمينا يطالب بحقه فى الحياة .. يلح ويصرخ صرخات الصمت الرافض لكل المغريات ..
قلب ثابت على شرقيته عاداته وتقاليده تتحول دقاته ونبضاته صرخاته الملحة لأشياء مادية فوق زجاج “الكومودينو” زجاج مشروخ شروخات دقيقة تشبه بيت العنكبوت ..
الأشياء مادية لكنها تتحدث حديث المساء وفحمة الليل العتيق ..أشياء تغطي الشروخ وتتزاحم عليها
وكأنه صراع من أجل البقاء علبة سجائر “الماريلو” بطعم الفاكهة وقليل من النوكتين أوشكت على الانتهاء ..
طافية زجاجية
،ولاعةمعدنية ،مكحلة نحاسيه موروث قديم لأم صبور ٠
،قلم شفايف بني يليق بالبشرة الخمرية الشرقية العربية والوجه المنحوت ..
منبه للوقت صناعة يابانيه لا ينقطع عن النبضات المزعجه فى سكون الليل يحمل ذكريات الطفولة البريئة الصافية ورنة الصباح للذهاب الى المدرسة ..
“ريموت” بدون غطاء وبطارية فارغه
لتلفز صناعة أمريكيه تقفيل بأيدي عربية بإتقان
،هاتف ذكي كوري الصنع مشحون بالطاقة صامت الرنات يصدر منه صوت الست الجهوري واللحن الحنون والكلمات الصادقة (أقبل الليل يا حبيبي يا حبيبي وناداني حنيني يا حبيبي) ..
فتضرخ مسامات الجلد وخلايا الأعضاء فتعود تتقلب يمينا ويسارا حتى تختفي ظلمة الليل تدرجيا ويظهر خيط النهار ناصع البياض فيخترق النور إلي عينيها فتدمع دموع المشتاق وتستسلم فى هدوء وتتوارى خلف “الكومودينو” الخشبي وتسند رأسها عليه وتتحمل دقات المنبه المزعجة وتصبر عليها حتى تتلاشي مع ضجيج النهار وصوت المعاش للناس والدواب وتستسلم للنوم وتنسى إلحاح الجسد وتتناسى رغبتها الملحة فى فحمة الليل .. ومسك الجمرات
التعليقات مغلقة.