موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

فخ بقلم إبراهيم مصري النهر

147

فخ بقلم إبراهيم مصري النهر

في عنبر ذي سقف عالٍ، وجدار ضخم، وباب حديد مجنزر، ومناور مسيجة .. ينتظرون، جليسهم الصمت إلا من سعال أحدهم أو عطسة آخر .. متوجسين.
جال إبراهيم ببصره في أرجاء العنبر عله يجد مخرجا لورطته فلم يجد ملاذا إلا الندم والحسرة، ولم يسمع إلا صدى الجدران تؤنبه، أسند رأسه إلى الحائط وأغمض جفنيه على دموعه يزمها، منتظرا دوره في طابور الموت الذي حرك دوائر من الحنين في بركة ذكرياته الآسنة، أشبه ما يكون بخرقة بالية ظاهرها جاف وباطنها يعتصر ألما وحرقة، تمنى لو حقق أمنية أمه التي أصابها العمى كمدا عليه، وماتت بالسكتة الدماغية ودُفِنت ولم يحضر جنازتها، تلك السيدة التي عملت في بيوت الأثرياء وأخذت ما تبقى على موائدهم، وجمعت البيض والجبن من بيوت القرية لتبيعها مقابل بعض القروش لشراء كتب وأقلام وكراسات له، بعد أن مات أبوه شهيدا على الحدود أثناء أدائه الخدمة العسكرية إثر عمل إرهابي غاشم، وخلَّفه رضيعا يحبو على ركبتيه يبحث في أركان البيت عنه فلم يجده، وبعدما كبر بحث عنه في زوايا الحياة ولكن دون جدوى.
كم كانت أمه تود أن تراه طبيبا يخفف آلام المرضى، تنتظره عند عودته من المدرسة في دهليز بيتها الصغير تهشم الخبز الجاف وتنثره لدجاجاتها مختلفة الألوان والأحجام، يقف ويتلو عليها ما تعلمه في يومه وهو يشوح بكلتا يديه، وهي تبتسم وتوميء علامة على الرضا عما يقول، ويسكت
برهة ليستريح تصفق له ودجاجاتها يصفقن معها بأجنحتها، ويقف إبراهيم مزهوا بكثرة المصفقين -كم كان بحاجة إلى طبول التحفيز- وعندما ينتهي تحتضنه وتربت على ظهره وتثني عليه والسعادة تدثر نبرات صوتها.
شب ابراهيم عن طوق الطفولة وقرع بقوة باب الشباب، فاض حسن خلقه نبعا ينساب بين شفتيه، تفوق في دراسته، التحق بكلية الطب، زاد حب أهل قريته له وفخر أمه به.
تعرف عليه رجل من مرتادي السجون بتهم سياسية، وجده صيدا سهلا، استغل حماس الشباب المؤجج بداخله حبا للدين وتحريرا للأقصى؛ زوده بالكتب الصفراء، التي سببت خللا واضطرابا في بحيرة حياته الهادئة، أسقطته في فخ التطرف، تغير إبراهيم؛ ارتدى جلبابا قصيرا أبيض ووضع على رأسه شالا مزركشا بالأسود، لم يعد يزور أمه إلا قليلا وزاد انتقاده لها ولتصرفاتها؛ ينهرها ويزجرها ويأمرها، وأنكر الكثير من سلوكيات الناس، أصبح ناقما على المجتمع.
شارك في أعمال إرهابية: إعتداء على كنيسة، تفجير ملهى ليلي، إطلاق نار على أتوبيس سياحي،……
فتح عينيه مفزوعا على صوت جهوري ينادي باسمه، لينزل من قطار الذكريات في أخر محطات حياته، قاده ببدلته الحمراء مكبلا يديه خلف ظهره، معصوب العينين إلى حبل المشنقة.
د.إبراهيم مصري النهر

التعليقات مغلقة.