فردة حلق .بقلم.طلعت العواد
تعلقت بجلباب جدها ، تريد أن تسير معه ، ترى مناظر مختلفة ، تلهى عينها بها ، كأنها تمثيلية مسلية ، لم ترحم الجد أبدا عندما تراه على باب المنزل تتعلق به ، دائما معه حسب وجهته ،من تقف انتباه عندما ترى بائعا للخضار ينادى بصوته الجميل : مجنونة يا طماطم ، وتتساءل ماذا تعنى هذه الكلمة ؟ وتكثر أسئلتها حولها ، ربما جنون الطماطم يلخص فلسفة الدنيا، من انخفاض وعلو ، موت وحياه ، تقلبات لا معقولة ، عصيان وإيمان ، كل ذلك لحكمة يعلمها الله ، ثرثرة البنت تتواصل وجدها منهمك معها يجيب بحب واهتمام ، رغم صعوبة سيره والخشونةالتى تركت أثرا ظاهرا ، لكن حديث البنت يخدر ألمه ، السير يتدفق من شارع إلى شارع ، مضت ساعة على تلك الرحلة ، دلفا إلى المنزل ، تفحصت الأم البنت ، عينها وقعت على أذنها اليمنى ، صعقت عندما وجدتها خاليه ، كتمت الأم صمتها ، لم تتحدث إلا بعد ست ساعات ، ،معتقدة أنه لا أمل فى العثور على فردة الحلق ، علم الجد متأخرا، على الفور استند على عصاه هم بالخروج ، حاولوا منعه لأنه مستحيل أن يجدها ، الشوارع متربه ، وهى صغيرة جدا ، لعلها توارات تحت أقدام عربات الكار ، لكن الجد بإصرار خرج ، فى هذه المره أيضا لم تتركه البنت ، أمسكت يده الخالية ، بدأت الرحلة من حيث انتهت ، عينا الجد تمسح الطريق ، يسأل المارة التى يعرفهم ، فالرد واحد ينطلق منهم ، لا ترهق نفسك ، لا فائدة ، تذكر الجد دعاء ، سمعه من رجل حكيم ، مشى بقلب مطمئن ، قائلا : بسم الله اللهم لا راد لقضائك اللهم رد علينا ضالتنا ، كررها ثلاث مرات ، والجد مستمر فى التنقيب عنها ، من كثرة التركيز شعر بوهن فى الرؤية ، امتد السير طويلا ، لا فائدة ، هل تنتصر رؤية الأم والمارة ويعود خاليا ، لم يبق على انتهاء الرحلة الكثير ، شدة بحث الجد استعطفت البنت ، تعلقت عينها بالأتربة تبحث فيها ، كثرة التعب استوجب الإعانة بعصير وبسكويت للبنت من المحل التى اعتادت عليه ، سأل الجد صاحب المحل عن المفقود ، كانت الإجابة كالعادة بالنفى ، فى طرقة باب المحل بلاط موزايكو أثر عليه الزمن ، فى ركن بنك المحل من الناحية اليمنى ، صوبت البنت نظرها إليه ، شدت جلبابه بقوة تنبهه ، قالت: انظر هذه فردة الحلق ، هنا قال الجد سبحان الله ، العشرات دخلوا هذا المكان ولم ينتبهوا إليها ، إنها معجزة ، عادا مسرورين إلى البيت ، طرقا ا
التعليقات مغلقة.