موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

فرضية قرائية على “قطار بلا قضبان” نص أدبي بين النزعة الشعرية والقص القصير جدا لصاحبه الأديب المصري أ. إيهاب خضر بقلم: أسامة الحواتمة من الأردن.

234

فرضية قرائية على “قطار بلا قضبان” نص أدبي بين النزعة الشعرية والقص القصير جدا لصاحبه الأديب المصري أ. إيهاب خضر بقلم: أسامة الحواتمة من الأردن.

النص:قطار بلا قضبان

رمقتُ بائعَ السميطِ مِن طرفَ القطارِ تتناولهُ أعينُ الجوعى، وكأنه قد هبطَ بالمنِ والسلوى، وطفلًا يلقفُ ثديَ أمٍ عجافٍ بلا جدوى، وعجوزًا قد شبِعت من سكراتِ الموتِ رغمَ أنها تحيا، وشيخًا طعنتهُ السنون بِلا شفقةٍ فاتكأَ على قلبِ ولدهِ فكان لهُ أغنى، و أطفالًا تتمنى الحلوىَ بعدما فَرِغَت قلوب الأثرياءِ من التقوى.
غادرَ البائعُ، وظلت البطونُ تُصارع الجيوبَ الخوى.

إيهاب خضر/مصر

الفرضية:


لا وجود للغز المطلسم في أي نص أدبي بالحد المعقول أمام القارئ الذي يريد أن يرتقي بثقافته مع مستجدات النص من تراكيب لغوية جديدة على ثقافته وجغرافيته، ولا وجود لقارئ مثالي بين جموع القراءة عموما بل يوجد قارئ ذواق (متلقي) يُفضل نوعا من النصوص عن نوع آخر، وهذه من سنن الاختلاف الكونية الجميلة.
وبناء عليه، لا وجود لكاتب مثالي أيضا، يستطيع أن يجذب كل القراء (المتلقين) حتى النصوص البسيطة لغتها والواضحة فكرتها لها جمهورا خاصا من المتلقين، فرغم وضوحها فإن مسألة قبولها بينهم أيضا نسبية تعتمد على ذائقة المتلقي، حتى المعلقات التي نعرفها، يتذوقها فريق من المتلقين ولا يتذوقها فريق آخر.
لذلك فإن فكرة (النص لمن يتذوقه) هي المقبولة، أما بالنسبة للنص المثالي في التلقي، حقيقةً لا وجود له.

القراءة:

نص جميل يمكن قراءته من زاوية أخرى فشعرية النص الجميلة تتفوق على قصصيته. الشخوص متعددة داخل المشهد الذي رآه (السارد) وهذا التعدد قوة مضافة لمشهد النص: (فبائع السميط)، لا أعتبره [لغزا] يصعب تفكيكه، فلدي جوجل كنت سأبحث عنه وسأعرف من هو وما علاقة توظيفه بالقصة، لكنه معروض في صورة مرفقة بمنشور النص وهذا يكفيني كقارئ، إذن، رمزية هذا البائع هي معروفة ضمن إطار جغرافي محدد، وهذا يحقق قيمة ثقافية مضافة لي كمتلقي للنص أثراني بها المؤلف المبدع.

قيمة بائع السميط والشخوص المتعددة في النص:
هو بائع حلوى متجول بعربته بين المارة ومن بينهم (جوعى) يشترون رؤيتهم له فقط ويعرضها السارد في معرض مخيال المتلقين. فهذا (الطفل) بصورته البلاغية يلقف ثدي (أم) عجفاء جائعة وتلك (العجوز) شبعت من الموت حيَّةً، فالجوع برزخ الفقراء، و(الشيخ) تطعنه السنون ويضمد نزيفه (ولدُه)، و(أطفال) أثرَوا مشهدَ البؤس بوجودهم بين الجنبات المكانية الشعبية في سوق النص ويفيض ثراؤهم بأمنيات الحلوى، وبعدما افتقرت قلوب (الأثرياء) من كل تقوى -مفارقة جميلة وموفقة-
غادر بطل النص ولم يعد في المشهد تاركا كل أيتامه أولئك بطونا في ملحمية لا تنتهي تصارع جيوبها الخاوية من مال، وتصارع أيضا جيوبا خاوية من تقوى.
عربة بائع السميط كانت على قطار بشري لا يمشي بقضبان سكة حديدية بل بقائمتين تحمل عربة تنوء بمتنٍ تحنيه للَّه قضبانُ حلوى..
غادر ذلك القطار من مشهد الحياة وسُرقت قضبانه إلى مشهد مختلف.

أسامة الحواتمة/الأردن

التعليقات مغلقة.