فرعونية المتاحف وتيه الهوية
فرعونية المتاحف وتيه الهوية
د.أحمد دبيان
كل حين وآخر يخرج علينا متثاقف او متثاقفة ، ليتقيأ علينا سيمفونية التيه فى اسهال متلازمات التضليل ، المرسخ للتفكيكية باننا لسنا عربًا وإنما نحن فراعنة .
متلازمة الفرعونية والكيمتية تتضمن تركيبات متناقضة كعادة كل صيغ الهويات الضائعة فتضم التنكر لثورة يوليو ولعنها ، مترادفا مع تمجيد الملكية الألبانية التى لا علاقة لها باى فرعونية ، ولا تكتمل التوليفة الا بتمجيد السادات فى تناقض آخر رغم كونه من عناصر ثورة يوليو و لا تنتهى حركة الفينال
Finale
التفكيكية ختاما الاباللمز الغير مباشر للتركيبة الدينية الاسلامية بشيطنة كل ما هو عربى .
مصر مجتمع خاليستى شئنا ام ابينا والزعم بنقاء العنصر وهم كبير،
هل هذا المتثاقف او ذاك يريد ان يحيلنا لفرعونية الدولة القديمة ام الوسطى ام الحديثة ؟
ام لفرعونية الاكتساح الهكسوسى ام فرعونية الضعف والتفكك وجيوش المرتزقة من الإغريق والاكتساح الفارسى ثم الهيلينى والبطلمى انتهاءاً بالاحتلال الرومانى الذى ذبح المصريين فعليًا وفرض مذهبه المسيحى الملكانى عليهم .
اغلب المصريين الموجودين حاليا هم خليط فرعون فارسى اغريقى قبطى عربى مملوكى تركى نتج بالاختلاط والمصاهرة والتعايش والتمصير الذى افرد لنا عربية بلكنة مميزة وأفرد لنا مخطوطات نجع حمادى والمخطوط السينائية
Codex Sinaticus
وترجمة سبعينية للتوراة و قراءة مميزة لمدرسة المقارئ المصرية كانت القوة والزخم الحقيقى لمصر .
ومن فيلون السكندري ، لهيباتيا ، لذى النُّون المصرى ، كانت اليونانية والقبطية والعربية المتمصرة التى هضمت واستوعبت وأخرجت خلقاً اخر هى مفتاح تفرد مصر وتأثيرها الطاغى .
الفرعونية التى يتم الترويج لها ليست فرعونية الامتداد والتأثير ولكنها فرعونية التقزم والاختراق الصهيونى بالكيمتية المتأمركة المصبوغة بتمويلات جماعة الصليب الوردى التلمودية ، وهى فرعونية الانكماش والسلخ عن المحيط والتى تم الترويج لها فى السبعينيات وانتهينا بها لانهيار وتفكك على كافة الأصعدة .
العرب الذين يتنكر لهم البعض استهزاء او حسدا او نقمة ، سلكوا دروبا نحو المعاصرة والتمدين ، كنا روادا فيه ولكننا فضلنا الاجازات التاريخية والاستسلام للسلفية الفرعونية المتقزمة انعكاساً لسلفية اسلامية ومسيحية تفكيكية اختزلت المكون المنصهر للتركيبة المصرية واسلمتها لمبضع التفكيك وقطع الشرايين والأوردة فى الجسد المرهق الذاوى.
ولا زلنا ولا زال الوطن فى دروب التيه الاربعينى المشارف على الخمسين ولا زلنا فى الجيتو الفكرى الانعزالي الذى أحاطونا به نعمه ، ويبصرون .
التعليقات مغلقة.