فرق توقيت … قصة قصيرة بقلم/ هالة علي ابو الذهب
الملك لك لك لك … هكذا كانوا يقولون عند سماع
صوت الكروان زمان أما الأن فهي تتذكر
كلمة فاتن حمامة في فيلم دعاء الكروان
أشكي لك لك ..
فها هي وحيدة في غرفتها تجلس محاولة أن تُواسي قلبها
الذي يكاد ينفطر من الحزن.
أزاحت الستائر عن نافذتها فالقمر بدراً ينشر نوره
في الأرجاء فيضيئ العتمة لكن ماذا عن عتمة قلبها؟
الليلة اكتملت عدتها، ثلاثة أشهر، ثلاثة قروء منذ أن ألقى
عليها أبو أولادها يمين الطلاق بعد عشرة العمر الطويلة.
ظلت تنظر لشاشة جوالها كما كانت تفعل طوال
فترة العدة على أمل أن يتصل ليرُدها طالباً عفوها
عن ظلمه لها.
فقد كان بخيلاً بماله وعواطفه ورغم ذلك تحملت لأجل
عيون قلبها.
أبَعْد كل هذا العمر يُخرجها من حياته بمثل هذه الطريقة،
يطردها من بيتها بعد أن كبر الصغار وأصبح لكل
منهم حياته؟
مر شريط حياتها مصوراً على شاشة جوالها المطفأة
وهي تجتر الذكريات …
هذا يوم دخلت بيته وتلك اللحظة التي أسمعها قوانينه
ونواهيه.
كانت كالموظفة في بيته ويجب عليها السمع والطاعة.
أحداث كثيرة عاشتها محت شخصيتها وأصبحت
تابعاً لا أكثر.
فجأة رن الجوال، دق قلبها تُرى من تذكرها في هذا الوقت؟
كان ابنها المُتصل يخبرها بأن أباه في ذمة الله.
حضرت الجنازة كالغريبة حولها أبناؤها وللعجب لم تشعر
بالحزن عليه فلم تذكر له لحظة محبة عاشتها معه.
بعد الجنازة بعدة أيام أخبرها ابنها بأن المحامي
سيجتمع بهم لعمل توكيل له لاتخاذ اجراءات إعلام الوراثة
وشدد على ضرورة حضورها.
اجتمعت العائلة في مكتب المحامي الذي ألقى قنبلة
فهي مازالت على ذمة زوجها لأنه توفاه الله
في أخر يوم لعدتها وأنها ترث نصيبها الشرعي
في تركته الكبيرة.
بعد فترة من الصمت المصاحب للمفاجأة أطلقت زغرودة طويلة ألجمت ألسنة أولادها ورسمت الدهشة على وجه المحامي فها قد رد الله لها حقها جزاء لصبرها.
التعليقات مغلقة.