موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

فسحة.بقلم.محمد محي الدين ابو بيه

58

أمسكت يديها وألقت بها من فوق السرير طارحة إياها أرضا، انسابت الدموع من بين أهدابها وفمها يرتج محاولة الكلام الذي تاه من على شفتيها
( لن…لن….أفعل ….ذلك…ذلك..مرة…أخرى….)
( لن …أسكب…. الماء….على….سريري)

-تقولين أنكِ لن تعودي لذلك وبالنهاية هذه هي النتيجة أغرقتِ نفسكِ وكل ماحولكِ

:- ماما ….ماما ….آخر مرة….صدقيني

دفعتها في غيظ مدخلة إياها الحمام ومازالت تبكي وصور متباعدة تظهر وتختفي أمام ناظريها لاتدري أحقيقية أم خيال…كأنها في عالم على النقيض والتي تدفعها شابة صغيرة وليست أمها وهي كبيرة السن وليست طفلة….تفكير مشوش يعصف بها بتلك اللحظات والذي قطعها طرق شديد على باب المنزل

بمجرد دخول الضيفة هرولت ناحيتها واوقفتها فأحست بطمأنينة
قامت بتغيير ملابسها وأودعتها على السرير بعد تنظيفه

ماهي إلا لحظات وقد أخذتها سنة من النوم، اشتعلت معركة كلامية بين الطرفين ( الضيفة، صاحبة المنزل)

:هل هذا جزاء أمي بعدما فعلته معكِ في السابق…وعندما تصل لهذا العمر تكون المهانة مصيرها؟
: أنتِ قلتِ ( أمي)…إنها أمك أنتِ وليست أمي أنا….فلماذا لا تأخذينها عندك أو أحد اخواتك الثلاث الأخريات؟…لماذا أنا التي أخدمها؟ لماذا انا التي تتحمل كل مصائبها؟ ….ألا يكفيني أخاكم واولاده….لقد تعبت …
: تريدين أن نعذبها بآخر أيامها وتنتقل من بيت لآخر وبيت ابنها موجود
: لا أدري.. لا أدري.. المهم عندي أن أجد راحة في بيتي
: عندما يأتي أخي من عمله سوف يكون لي حديثا معه

أدلت كل واحدة بدلوها عندما حضر” الزوج” الأخ”…الذي وجد نفسه في دوامة مقيتة فهذه أمه والتي بلغت عتيا من العمر وتصرفاتها لم تعد محتملة من قِبل زوجته وأخواته يضعن المسئولية عليه في احتضاتها وفوق كل ذلك هو غارق في عمله لكي يوفي احتياجات أولاده الخمسة…ماذا يفعل؟!
تلاشت أصوات المعركة ولكن نتائجها مضطرمة

مر يومان، توجه ناحية الغرفة التي توجد بها أمه، وكان قد أوعز لزوجته بأن تهيأها لتذهب معه …اقترب منها فنظرت إليه بحنو ودلال
( بابا بابا انت هتفسحني النهاردة)
أومأ لها برأسه ، مخفيا ما يسره في صدره وانتوى على فعله،
أدار سيارته ذات الموديل القديم وهي بجواره تملأ شدقيها ابتسامة عريضة
وصدى حديث بينه وبين أحد زملائه بالعمل يملأ أذنيه وهو يقول له:

(أودعها إحدى المؤسسات التى ترعى كبار السن مثلها وستحل جميع المشاكل بين جميع الأطراف) …وأعطاه اسم إحداها،
وهو الآن في الطريق نحوها

ما إن دخل أحس بوخزة في صدره…أنهى كل الاجراءات بسلاسة غير متوقعة…وكأن حمل الآباء والأمهات سريع الانفصال عن الأبناء عند شعورهم بالاغتراب معهم

عاودته الوخزة عند قرب رحيله وتركه لأمه وسط عالم جديد لا تعرفه بل لايعرفه هو المدرك ، فما بالها هي!!

صاحت فجأة
: بابا هل ستذهب وتمشي؟! …أنا خائفة…خائفة..

مال بعيدا بوجهه لكي يسحب دمعة من عينيه ولكنه فشل فتدفقت بعدها قطرات وقطرات

فمدت يديها ومسحت دموعه
: (خلاص خلاص أنا مش خايفة ماتزعلش ماتزعلش روح أنت يا بابا)

استرعت كلمة ( بابا) مسئول المؤسسة فسأله لماذا تناديه بها رغم أنها أمه؟
أجابه بأنها أعراض تأتي لها عند الخوف كما أخبره الطبيب؛ ففي مخيلتها انها صغيرة وأنه ( بابا) وزوجته( ماما) لها… وهي تحتمي بهما من الغرباء في تلك اللحظات

على أبواب المؤسسة التفت خلفه وتنقل بعينيه بين وجوه كبار السن الذين يجلسون كل في سكون موحش ، وبعضهم قد افترسته الوحدة ، يتأملون في الفراغ وكأنهم ينتظرون أشياء لا تأتي
وتوالت الأيام…

في سيارته ذات الموديل الجديد ولكنه كان جالسا بالخلف
يحدق في ابنه بسذاجة متناهية الذي يقول له
: ما تخافش يا ( بابا)…مكان الفسحة هايعجبك…دا نفس المكان اللي فسحت فيه جدتي)

التعليقات مغلقة.