فصل الكلام ما بين الخنكار سليم والخنكار سام
فصل الكلام ما بين الخنكار سليم والخنكار سام
د.أحمد دبيان
فى البداية لفظة الخنكار (بالتركية الحديثة:
أو بالنطق الأنجليزى بعد تبديل أبجدية التركية الحديثة ،
“Hünkar”
هو لقب لسلاطين الدولة العثمانية دون غيرهم من الحكام.
وقد إختلفت الآراء عن أصل الكلمة فهناك رأى بأنها من اللغة الأويغورية وحُرفت من كلمة (Unkar) وتعني: “صاحب الحظ”، أو “المحظوظ”، أو “الموفق”. وقيل أنها من أصل فارسي بمعنى “السلطان الأعظم”.
فى العشر سنوات الأخيرة من حكم دولة المماليك المستقلة ، والتي جعلت القاهرة مقراً للخلافة العباسية بعد سقوط بغداد .كانت الصراعات فى المحيط الهندى والبحر الأحمر ما بين البرتغاليين بعد إكتشافهم لطريق رأس الرجاء الصالح والضربة الإقتصادية المزلزلة للمماليك أثرها البالغ على التدهور الإقتصادى الذى سبق السقوط.
كان هناك أيضاً صراعاً داخلياً حاداً ما بين المماليك الجلبان والمماليك القرانصة كجناحين عسكريين إحدهما مدلل ينعم بأولويات النفقة والعطايا والثانى يأتى فى المرتبة الأدنى .
سقط المماليك فعلياً فى مرج دابق حين إنهزموا بخيانة خاير بك .
وكانت الهزيمة الأخرى بخيانة جان بردى الغزالى حين أرسله السلطان الأشرف طومان باى لتأمين غزة فإنحاز الى الخنكار سليم والذى عينه واليا على إيالة دمشق .
لم تنتهىً طموحات جان بردى الغزالى ولربما أدرك أن سقوط القاهرة كان ضربة للأمن القومى الجغرافى للإقليم فحاول التحالف مع خاير بك الشهير بخاين بك لتشجيعه على مراسلة الصفويين والإنقضاض على الخنكار سليم ولكن خاير بك المستمرئ للتبعية والخضوع وللهو واللعب وتكتيكات السلام والخنوع وآخر الحروب تردد بل وانتهى به الأمر أن كشف أمره للعثمانيين .
الخنكار سليم إستطاع السيطرة على الشرق بتقويض القوس الشرقى ثم الهجوم على القلب مستخدماً إستراتيجية الإقتراب الغير مباشر وهو عين مافعلته الولايات المتحدة فى أوج مجابهتها للإتحاد السوفيتى وللقومية العربية بإقتراب غير مباشر وتفريط وخيانات داخلية قوضت المشروع الإستقلالى العربى بتقويض القلب فى القاهرة والتى صارت بمقتضاها الفسطاط تابعاً خاضعاً فاقداً لإستقلالية الفعل والحركة.
كانت إستراتيجية تحالف الضرورة للإقليم الشمالى المشكل للقوس الشرقى فى منظومة الأمن القومى المصرى التقليدى التحالف مع النفس القوى المركزية على الأرض بعد سقوط بيدق الشاه احد بيادق استراتيجية الإقتراب غير المباشر للخنكار يام .فكان التحالف مع إيران تحالف الضرورة ما خلخل منظومة الأمن القومى العربى التقليدية وصياغاتها التاريخية .
اليوم الخنكار سام يعمل على صياغة توازنات التبعية مع تذكية مواجهات محسوبة ما بين عناصر القوى التقليدية الجغرافية القديمة.
ومن انقضاض باقتراب غير مباشر بتفكيك خياناتى داخلى بيدقه فيه قوى التأسلم السياسى ، الى انقضاض من الشمال للقوس الشرقى بحروب وكالة مرتزقة ، إلى محاصرة القلب مرة اخرى بحروب وكالة مرتزقة من الغرب تحقيقاً لهيمنة الخنكار سام بعد أن صار الخنكار سليم تابعاً متحالفا مع قاعدته العسكرية الكبرى فى تل أبيب والتى مزق بها الخنكار الأكبر سام كوريث للقوى الإستعمارية القديمة الإنسياب التلقائى الطبيعى للقوس الشرقى .
يجئ إغتيال الجنرال قاسم سليمانى اليوم تصعيداً لمواجهة إقتراب غير مباشر ونقلاً لبؤرة الصراع الدائر فى الغرب الليبي والذى يمثل المرحلة الثالثة والخطة ج للمشروع التفكيكى للشرق الأوسط الكبير .
التعليقات مغلقة.