(فضل الأم )
مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي
طلبَ الأحبَّةُ أنْ أقولَ قصيدةً ….يشدو بها من قد نأى والداني
في الأبِّ والأُمِّ الذينِ هما هما….أصلُ الحياةِ ومنبتُ الإنسانِ
فما قد قدرتُ على التوقفِ لحظةً…..ونظمتُها سحراً بحسنِ معانِ
وأذعتُها في الكونِ ساعةَ حفلةٍ….نزلتْ كغيثٍ شاملِ الأكوانِ
للأُمِّ فضلٌ لايكونُ لغيرِها….فاحفظْ لها فضلاً وطيبَ مكانِ
وبها رسولُ اللهِ وصَّى مُؤكِّداً….على حقِّها في البرِّ والإحسانِ
قد قالَ أُمُّكَ ثُمَّ أُمُّكَ يافتى….والنصُّ عن أهلِ الحديثِ أتاني
فاسمعْ مقالةَ خاتمَ الرسْلِ الذي…..أعلى مقامَ الأمِّ دونَ توانِ
حملتْ ووضعتْ ثمَّ أرضعتْ ابنها….وتأوَّهتْ في الحملِ كلّ أوانِ
سهرتْ لأجلِ رضيعِها وتفجَّعتْ…..من فرطِ خوفٍ قد بدا وحنانِ
تبَّاً لنكَّارِ الجميلِ فإنَّهُ…..ردَّ الجميلَ بأقبحِ النكرانِ
وتوعَّدَ الباري بآيِ كتابِهِ …أهلَ العقوقِ بكربةٍ وهوانِ
فاقرأْ كلامَ مليكنا في سورةِ ال…..أحقافِ في السدسِ الأخيرِ الداني
واسمعْ مقالةَ كلَّ صاحبِ سنَّةٍ….في البرِّ بالأبوينِ والإحسانِ
طوَّفتُ في شرقِ البلادِ وغربِها….وشمالِها وجنوبِ كلِ مكانِ
وقرأتُ أقوالَ الأئمةِ والصحا…..بِ وزمرةِ العلماءِ والعُبدانِ
لم ألقَ فضلاً مثلَ فضلِ البرِّ في…. أثارِهِم فاسألْ ذوي العرفانِ
فأويسٌ القرنيُّ – نالَ ببرِّهِ …. ذكراً جميلاً في العباد – يمانِي
فاسمعْ وصيةَ شاعرٍ ذي خبرةٍ….ودرايةٍ والعلمُ للرحمنِ
واعملْ بها تعلُ على الأمراءِ وال…. ساداتِ والجُلساءِ والأقرانِ
واظفرْ ببرِّ فالعقوقُ بليَّةٌ….فتَّاكةٌ جلَّابةُ الخسرانِ
من سارَ في دربِ العقوقِ مكابرٌ….حلَّتْ عليهِ عقوبةُالرحمنِ
وما قد علمتُ أشرَّ من هذا الذي …قد ندَّ عن إنسٍ وعن حيوان
الناكرينَ لكلِّ عرفٍ سابقٍ….الجاحدينَ أحبةَ الشيطانِ
التاركينَ مسالكَ الأبرارِ وال…..أخيارِ والفضلاءِ والأعيانِ
السالكينَ دروبَ أربابِ العمى…. الفائتينَ مراتبَ الإنسانِ
ياربِّ سلِّم والديَّ ونجِّهِم…..واحفظْ شموسَ الكونِ في أزمانِي
ياربِّ لا تُرِنِي بذينِ مُساءةً……وارحمْهما ربَّاهُ كلَّ أوانِ
قرِّبهما ياربِّ منكَ وأدنهِم …..وامنحهما سعداً بلا أشجانِ
واجعلهما من زمرةِ السعداءِ في ال…محيا ويومَ قيامةِ الأبدانِ
مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي
ْ
.
التعليقات مغلقة.