فلسطين و قصة الأمس د.أحمد دبيان
تظل قصيدة قصة الأمس ،
من اجمل القصائد التى شدت بها كوكب الشرق أم كلثوم والتى لا زالت حية حتى فى أجيال الشباب من عمر ابنى وابنتى.
يسهر المصباح والأقداح والذكرى معى
وعيون الليل يخبو نورها فى أدمعى .
هذه السوناتا التى فى أرى انها تعادل ان لم تتفوق على الأطلال كتبها شاعر الكرنك ،
أحمد فتحى .
وقد سمى بشاعر الكرنك لأنه ذاته من ألف قصيدة الكرنك والتى لحنها وغناها الموسيقار محمد عبد الوهاب .
أحمد فتحى شاعر كبير لم ينل شهرة اقرانه مثل الدكتور ابراهيم ناجى أو محمود حسن اسماعيل أو على محمود طه .
كان بائساً متبنياً نظرية الفن للفن .
وبينما كانت البلاد تضطرم بأتون الخلاص من المستعمر البريطانى ، كان أحمد فتحى يعاقر الخمر بل والأدهى انه كان يعمل فى معسكرات الانجليز ما كان يسمى شعبياً بالأورنس ، وكان برتبة عسكرية فيه.
فى تلك السنوات خرج احد الساسة من اقطاب الوفد واحد خريجى كلية فيكتوريا ليعلن فى قانون من قوانين نيوتن المصرى المبكرة والتى لا زال البعض يتبناها وان اسروها فى انفسهم ،
ان العلاقة بين مصر وانجلترا علاقة زواج كاثوليكى لا تنفصم عراه.
من الممكن تغيير انجلترا بأمريكا أو بسين أو بصاد ، وسيستقيم المعنى فالمعادلة سرمدية فى معيار التبعية.
فى مراحل نضال كل شعب سنجد تلك الشريحة العطنة المزمنة من اصحاب المصالح التى تتعاون مع الغاصب المحتل وتزين هذه التبعية وتمجد هذا التعاون.
يخرج الملايين من المصريين بعد سنوات التيه السبعينية ليلعنوا فلسطين وشعبها مرة بحجة الخيانة ومرة بلعن شاعرها محمود درويش الذى احب اسرائيلية وتركها حين جاءت لحظة مفترق الطرق بين الوطن أو الحبيبة فاختار الوطن .
ومرات بحجة انهم قد باعوا الارض فى فرية موسادية لم تثبت أبداً يدحضها مجازر دير ياسين والطرد المستمر من الأرض ومن السكن المستمرين الى اليوم .
هلا تنظر تلك الفئة من المصريين نتاج ازمنة التيه الخمسينية فيحاكموا محاكمات تاريخية كل من انبطحوا وتعاونوا مع العدو فى صراع الوجود الممتد ومن نعتوا قتلة الاسرى المصريين بصديقى فلان وصديقى علان ونزع رتبة سبق العصر عنهم ووضعهم فى مقامات الخيانة التوصيفية.
اليوم وفلسطين تنتفض كما انتفضت قبلاً وكما ستنتفض مستقبلا فى سبيل الحرية لا املك الا ان اهتف :
عاشت فلسطين حرة ابية منتصرة .
عاشت اقصر الدروب وأدناها بين الأرض والسماء.
وهم من بعد غلبهم سيغلبون مهما مرت السنين .
التعليقات مغلقة.