فنجان قهوة “2” فهلوى ولا أونطجى
بقلم المهندس / أسامه أنيس
فور أن أنهينا مأمورية العمل بالإسكندرية بعد يوم طويل شاق مجهد ، دخلت أنا وصديقى إلى كافيتريا محطة القطار … كان علينا أن نعود فى نهاية اليوم للقاهرة … لم يعد باقياً على موعد آخر قطار للقاهرة سوى نصف الساعة … الكافيتريا ليست مزدحمة ولكن فوجئنا بشاب خفيف الحركة يقوم بالخدمة ويطلق نداءات مسجوعة خفيفة الظل مع كل طلب
بعد أن جلسنا بثوان كان أمامنا وهو يتكلم ويصيح بصوت مرتفع وكأنه يسمع كل من فى المحطة (طلبات البهوات اللى زى الشربات) ، أحسست بأن كل من فى المحطة ينظر ناحيتنا … فأشرت لصديقى فقال بسرعة (قهوة زيادة) وأكملت (وأنا مظبوط بس بسرعة علشان ميعاد القطر)
تركنا وهو ينادى (وعندك واحد مضبوط والثانى زيادة بسرعة … كروتة فوق العادة)
ضحكت أنا وصديقى على كلامه وخفة ظله …. مرت عشرة دقائق دون أن يأتى طلبنا ففكرنا فى أن نتركه ونقوم … ألتفت لأناديه فوجدته قادماً ناحيتنا بسرعة رافعاً صينية فوق كفه بمهارة وفوقها فنجانين وكوب ماء وهو ينادى (القهوة المخصوص … وعاوز الفلوس)
وقف أمام المنضدة التى نجلس عليها وأنزل كوب الماء وسطها ثم أنزل فنجاناً أمامى وهو يصيح بنفس الصوت (القهوة المظبوط للراجل المظبوط) …. وأنزل الفنجان الثانى أمام صديقى (القهوة السادة للسكر الزيادة) … وضعهما بسرعة والتفت مغادراً ولكن استوقفه صديقى
صديقى : أنت يا جدع أنت …. أنا طلبت قهوة زيادة مش سادة
تجهم وجه الصبى لحظة ونظر إلينا نظرة بالغة الغرابة وكأنه يعاتبنا (لا مؤاخذة .. مفيش مشكلة) قالها بصوت خفيض لا نكاد نسمعه ، وبسرعة مد يده وأخذ فنجان صديقى ووضعه على الصينية ثم أعاده – نفس الفنجان – أمام زميلى وهو يصيح (القهوة الزيادة للسكر زيادة) وانصرف وهو يبتسم ويغمز لنا بعينه ونحن فى ذهول
نظرت لصديقى وانفجرنا نضحك ، لم يكن لدينا وقت لاستبدالها وبدأنا نشرب القهوة لنكتشف أنه بالفعل لم يكن هناك فرق فى أى نوع قهوة إلا نداء وصياح هذا الأونطجى الخفيف الظل ، وغادرنا مسرعين إلى قطارنا بعد أن سددت الحساب (وزيادة) …
صديقى : كمان بتديله بقشيش ؟ مكناش دفعنا لإبن الأونطجية ده
——– : دفعنا ثمن الضحك اللى ضحكناه
التعليقات مغلقة.