فن اختيار الهدايا …بقلم هنا سعد
فن الذوق الرفيع، فن في غاية الرقي والرشاقة؛ من وهبه الله هذه الهبة استطاع إسعاد الكثيرين واكتساب ثقتهم؛ وذلك لأنه يستطيع اختيار الهدية المناسبة لكل شخص حسب ذوق المُهدَى إليه.
في يوم ميلادي؛ أتلقى الكثير من التبريكات والتهاني والهدايا من المحيطين والمقربين؛ كل هدية تحمل نكهة مهديها، كل تهنئة تفوح براحة قائلها، وكل معايدة تحمل عبق مرسلها.
منذ أن كنا نجلس على مقعد الدراسة نتبادل الهدايا، نستعد ونفكر منذ بداية شهر ميلاد أصدقاؤنا ونتتبع اهتماماتهم ورغباتهم وننسق سويًا: من ؟ سيحضر ماذا ؟حتى تكون الهدايا متنوعة، تبعث الفرحة فى النفس؛
مازلنا نحتفظ بهدايانا لبعضنا البعض وكروت المعايدة المصاحبة لها التى تزداد قيمتها كلما مر العمر.
عندما تحضرك مناسبة ما؛
-استعد لها استعدادًا يليق بصاحبها حتى تقيم فى نفسه جسور المحبة والثقة والأمان.
-حاول الا تؤجل؛ الوقت عامل هام للغاية؛ فاذا انتهى الوقت فلا داعي للاحتفال والتهنئة لأنها تفقد قيمتها ومعناها؛ فاعتياد التأجيل والتناسي يفقد النفس الشغف في انتظار حدث سار، ويرسل رسالة غير مباشرة بعدم الاهتمام وخاصة بين المقربين الذين يحملون سقفًا عاليا من التوقعات السارة ولافرق فى ذلك بين ذكر وأنثى
-تدرب من أجل اكتساب هذا الفن فمن حولك يستحقون ذلك حقًا.
قبل موت أمي بعامين كنت أجلس معها جلسة العصاري نشرب الشاي بالنعناع الأخضر فى الأكواب صغيرة الحجم دون تحلية كما كانت تشتهيه
نحب معًا شكل وردة القرنفل ورائحتها حبًا يفوق أي زهرة آخرى سبحان الخالق العظيم المبدع.
اعتادت قرنفلتي أن تزهر باللون الوردي
ذلك اليوم؛ أزهرت قرنفلة بيضاء ناصعة البياض كقلب أمي قطفتها وأهديتها إليها فارتسمت ابتسامة رقيقة على وجهها؛ تناولتْ هاتفي وقالت :ورينى صورك
ظلت تتنقل بين الصور واحدة تلو الأخرى حتى وصلت إلى صورة أعجبتها وطلبت منى أن أرسلها لها وأضعها على الشاشة الرئيسية لهاتفها
وعندما نفذت لها طلبها قالت: كلما استخدمت الموبايل أرى صورتك وأتذكر يوم ميلادك “كل سنة وأنت طيبة يا ست البنات”
كانت أعظم وأرقى وأرق هدية تلقيتها منذ ميلادي
هذه الهدية وهذه الجلسة هى الأجمل على الإطلاق
كلمات رقيقات نابعات من عمقها وصلت لأعماقي
جمعتْ أجمل هدايا الكون فى لحظة مناسبة ومنحتها لي (أحسنت الاختيار، أحسنت التوقيت، أحسنت انتقاء كلمات التهنئة المصاحبة)
عليكِ من الله رحمة ورضوان ورب راض غير غضبان .
التعليقات مغلقة.