موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

فن الإخراج في النص القرآني..العقدة.. الموقف الفارق والحبكة (1 من 3)بقلم/ مجدي سالم..

88

يسعدني أن نستكمل نشر هذه السلسلة على صفحات الجريدة.. على باب مصر..
أولا.. قد يتصادف أن تدخل إلى دار العرض أو السينما فتجد الصالة الممتلئة عن آخرها بالمشاهدين.. في حالة صمت تام.. والجميع في سكون بلا أدنى حركة.. بينما تدور على الشاشة البيضاء أحداث ما نسميه “الموقف الفارق” في النص.. ويقولون إنها لحظة ذروة الدراما وقمة التأثير.. خاصة إذا أحسن كاتب السيناريو تصميم تفاصيل الحركة لتتوافق مع دقة الحوار المكتوب.. وربما كان المشهد يعرض حركة قاسمة بدون حوار.. أو ينقل حوارا حاسما بدون حركة..
وقد يطالعك النقاد من أصحاب الخبرة العريضة في ألوان فن الإخراج السينمائي.. في سطور مطولة وبإسهاب.. يتحدثون عن المعالجة الرائعة من مخرج العمل “للموقف الفارق” أو “عقدة الحبكة”.. وكيف قام المخرج “بتوظيف الكاميرات”.. وبإستخدام “المؤثرات الصوتية”.. وتكييف جميع الظروف المقدمة في هذه المشاهد الهامة من إنارة وظلال وطبيعة موقع التصوير.. إلى آخره.. وكيف أن المخرج قد أحسن إستغلال كافة الشخصيات التي اختارها لتمثيل المشاهد واختيار الفنيين العاملين في كافة فنون إنتاج الصورة والصوت.. وكذلك إختيار الأدوات الرائعة.. من أجل تقديم هذا الموقف (مفتاح النجاح) للفيلم الممثل أو العمل التسجيلي.. للمسرحية المنقولة تليفزيونيا أو المسلسلات الشهيرة وربما الأفلام الكبيرة بالرسوم المتحركة.. وبحيث يصل بالتأثير المطلوب وببراعة الفنان إلى المشاهد..
ثانيا.. إن التركيز على “الموقف الفارق” في العمل الدعائي هو.. بلا شك.. مفتاح نجاحه.. ولذلك قامت مغظم الأعمال السنمائية والأفلام الكبيرة على نصوص التوراة والأناجيل والقرآن.. ومنها نصوص قدمها للبشرية كتاب وروائيين كبار وهم كثير.. منها من هو قديم مثلما حدث مع روايات وليم شكسبير وتشارلز ديكنز وغيرهم.. ولم يكن مقصودا منها إنتاجها سينمائيا.. ومنها ما كتب خصيصا للمسرح أو للسينما.. ثم قام على إنتاجها شركات إنتاج ضخمة والتي جاءت بدورها بمخرجين عظام من أجل تحقيق أكبر عائد تجاري بالإضافة إلى نقل الرسالة..

وقد يقتصر العمل القائم على قصة قصيرة موقفا فارقا وحيدا.. وربما احتوت الأعمال الروائية الطويلة على أكثر من “موقف حاسم” مع تعدد الفصول.. وطول العرض.. حتى أن العديد من الأعمال السينمائية الكبيرة كانت تقدم في أجزاء.. وقد يعطى المشاهد فرصة الإستراحة من ضغط الأحداث.. ثم يعود ليستكمل مشاهدة بقية الرواية..

ويختلف مكان “الموقف الفارق” وموضعه في الفيلم.. فمن المخرجين من يبدأ بتقديم عقدة النص في بداية العمل الروائي.. ثم يتسلسل بالأحداث ليفكك تفاصيل العقدة شيئا فشيئا.. ومنهم من يتصاعد بالأحداث ثم يعود لينهيها بشكل هرمي منتظم تقريبا.. ومنهم من يضع قمة الهرم الدرامي في آخر الرواية لإحداث التأثير الصادم على المشاهد من أجل أن يبقى هذا التأثير مستمرا حتى بعد خروج المتلقي من صالة العرض.. وربما ترك المخرج لخيال وذوق المشاهد إختيار النهاية التي يراها وهو ما يطلق عليه البعض “النهاية المفتوحة”.. وهو ما يترك الفرصة مفتوحة أمام النقاد والمحللين لهذه الأعمال للجدال وتجاذب الآراء.. وربما الإختلاف بلا نهاية..

وقد يكون العمل الدرامي مأساويا لا يترك المشاهد إلا والدموع تنسال من عينيه من شدة التأثر بعمق الأحزان.. وربما كانت الدموع ذاتها تغطي وجناته من شدة الضحك في الأعمال الروائية “الكوميدية”..

فما يهم الكاتب والسيناريست والإنتاج والإخراج كفريق عمل متكامل.. في نهاية الأمر.. هو أن تصل الرسالة إلى المشاهد.. الرسالة هي الهدف.. وقمة وعمق التأثير والإقناع هو الغاية..
ثالثا.. ولقد تعلم الإنسان من رب العالمين كيف يكتب ويخرج هذا الفن الرفيع.. لكن إعجاز النص القرآني في تقديم “الموقف الفارق” لا يضاهيه ولا يجاريه عمل.. وحفل القصص القرآني بالقصص القصير والذروة الدرامية الواحدة أو بالرواية الطويلة العامرة بالمواقف الفارقة..

وزادت المعجزات الحسية التي حدثت بالفعل القصص القرآني إعجازا لا يبارى إلى أن تقوم الساعة.. كما حدث في سير وقصص أنبياء الله أو في غيرها..
رابعا.. وقد يرد ذكر “اللحظة” في موضع واحد في طول القرآن.. مثلما حدث في قصة رسل الله الثلاثة دون ذكر أسمائهم في سورة يس..” إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (14) “.. ولم ذكر إسم البطل “وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20)..” لكن السورة تثبت الموقف الفارق..” وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ (28) إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29)..”
أراكم في حلقة قادمة إن شاء الله..

التعليقات مغلقة.