فى انتظار ما لا ياتى بقلم سامي حنا
فى انتظار ما لا ياتى
بقلم سامي حنا
فى الثامنه مساءً بالضبط كما هو الموعد المحدد ، خطوت الى عياده الطبيب المشهور الفارهه فى الحى الراقى و بعد الاجراءات المعتاده جلست فى انتظار مقابله الطبيب ،،، بدت العياده شاغره فتذكرت مقوله قراتها يوما بانه ليس من الحكمه ان تاكل فى مطعم فارغ و لا ان تتعالج عند طبيب تخلو عيادته من المرضى ،،، مقوله تعكس حقيقه ان الانسان بطبعه كائن مقلد بضم الميم و يكتسب قناعاته و ثقته و يقينه من مدى اجماع الاخرين و قبولهم لفكره ما ،،، راجعت نفسي و قلت انا لا اؤمن بهذا النمط من التفكير فاجماع الناس و احجامهم عن شئ ما لا يمكن ان يكون معيار حقيقي لقياس جوده و كفاءه شخص او فكره او حتى عقيده ،،، لا باس ،،، جلست مسترخيا متخذا جلستى المفضله بوضع ساق على ساق و كاننى اعزز ثقتى فى اختيارى للطبيب ،،، جلست هادئا و بدون كثير من التلفت دارت عيناى فى المكان تلتقط التفاصيل الدقيقه فلاطالما كنت مقتنعا ان فى التفصايل الغائبه عن الاعين و البعيده عن الانتباه تكمن كل الحقيقه ،،، تاملت طريقه تعليق الشهادات و الامتيازات التى حاز عليها الطبيب ،،، لفت انتباهى انه اخد مقالات من احدى الجرائد المشهوره و التى تتحدث عن مهارته ووضعها فى برواز فى صدر العياده و كانها اهم وثائق مصداقيته رغم انها لا تتعدى كونها كلام جرايد كتبه صحفى لا علاقه له بالطب ،،، هكذا اذن يفكر الطبيب المشهور ،،، يبدوا انه هو نفسه من انصار نظريه ان الحقيقه تكمن فى الاجماع !! امر عجيب فى ظل عيادته الفارغه …
التعليقات مغلقة.