فى جهاد الصحابة الحلقة الثامنةوالستون بعد المائة..عبدالله بن عمرو بن حرام “مازالت الملائكة تظلله “2… مجدى سالم
في جهاد الصحابة.. بقلم/ مجدي ســالم
الحلقة الثامنة والستون بعد المائة.. عبد الله بن عمرو بن حرام(مازالت الملائكة تظلله) -2
خامسا.. نكمل ما رواه جابر في أبيه عبد الله بن عمرو بن حرام.. بقية..
- أخبرنا الفضل بن دُكين قال: أخبرنا شريك عن الأسود بن قيس عن نُبيح العَنَزي عن جابر بن عبد الله قال:
أصيب أبي وخالي يوم أُحُدٍ فجاءت بهما أمّي قد عَرَضْتهما على ناقة.. أو قال على جمل.. فأقبلت بهما إلى المدينة فنادى منادي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: ادفنوا القتلى في مصارعهم.. قال فُردّا حتى دُفنا في مصارعهما.. - أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب قال: أخبرنا مالك بن أنس أنّ عبد الله بن عمرو وعمرو بن الجَموح كُفّنا في كفّنٍ واحدٍ وقبرٍ واحد..
- أخبرنا الوليد بن مسلم قال: حدّثني الأوْزاعي عن الزهريّ عن جابر بن عبد الله أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. لما خرج لدفن شهداء أُحُد قال” صلى الله عليه وسلم .. “زمّلوهم بجراحهم فإنّي أنا الشهيد عليهم.. ما من مسلم يُكْلَم في سبيل الله إلاّ جاء يوم القيامة يسيل دمًا اللون لون الزعفران والريح ريح المسك”..
- قال جابر: وكُفّن أبي في نَمِرة واحدةٍ وكان يقول صَلَّى الله عليه وسلم: “أيّ هؤلاء كان أكثر أخذًا للقرآن؟..
فإذا أُشيرَ لَه إلى الرجل قال: “قَدّموه في اللحد قبل صاحبه.. قالوا.. وكان عبد الله بن عمرو بن حرام أوّل قتيل قُتِل من المسلمين يوم أُحُدٍ.. قتله سفيان بن عبد شمس أبو أبي الأعور السُّلَمي.. فصلّى عليه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. قبل الهزيمة وقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم..
” إدفنوا عبد الله بن عمرو وعمرو بن الجموح في قبر واحد لما كان بينهما من الصفاء”..
أو قال.. “ادفنوا هذين المتحابّين في الدنيا في قبرٍ واحد”.. - روي أنه كان عبد الله بن عمرو رجلًا أحمر أصلع ليس بالطويل.. وكان عمرو بن الجَموح رجلًا طويلًا.. فعُرفا فدُفنا في قبر واحد.. وكان قبرهما ممّا يلي المسيل.. فدخله السيل فحفَر عنهما وعليهما نَمِرتان.. وكان عبد الله قد أصابه جُرْح في وجهه.. فيدُه على جرحه.. فأميطَتْ يدُه عن جُرحه فانبعث الدم.. فرُدّت يده إلى مكانها فسكن الدم.. قال جابر: فرأيت أبي في حفرته كأنّه نائم وما تغيّر من حاله قليل ولا كثير.. فقيل له: فرأيتَ أكفانه؟ قال: إنّما كُفّن في نَمِرَةٍ خُمِرَ بها وجهه وجُعل على رِجليه الحَرْمَل فوجدنا النّمِرة كما هي والحرمل على رجليه على هيئته وبين ذلك ستّ وأربعون سنة.. فشاورهم جابر في أن يُطيَّب بمسك فأبَى ذلك أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. وقالوا: لا تُحدثوا فيهم شيئًا.. وحُوّلا من ذلك المكان إلى آخر.. وذلك أنّ القناة كانت تمرّ عليهما.. وأُخرجوا رطابًا يَتَثَنّون.
- أخبرنا عمرو بن الهيثم أبو قَطَن قال: أخبرنا هشام الدّسْتَوائي عن أبي الزبير عن جابر قال: صُرِخَ بنا إلى قتلانا يوم أُحُد.. حين أجرى معاوية العين.. فأخرجناهم بعد أربعين سنة لَيّنَةً أجسادُهم تتثنى أطرافهم..
- أخبرنا سعيد بن عامر قال: أخبرنا شعبة عن ابن أبي نجيح عن عطاء عن جابر بن عبد الله قال: دُفن مع أبي رجل في القبر فلم تَطِبْ نفسي حتى أخرجته فدفنته وحدَه..
- أخبرنا موسى بن إسماعيل قال: أخبرنا أبو هلال قال: أخبرنا سعيد أبو مَسْلَمة عن أبي نَضْرة عن جابر بن عبد الله أنّ أباه قال له: ( إني أرجو أن أكون في أول من يصاب غدًا فأوصيك ببنات عبد الله خيرًا) .. فأصيبَ فجعلنا الاثنين في قبر واحد فدفنته مع آخر في قبر فلبثنا ستّة أشهر.. ثمّ أن نفسي لم تدعَنْي حتى أدفنه وحده فاستخرجته من القبر.. فإذا الأرض لم تأكل شيئًا منه إلاّ قليلًا من شَحْمة أذنه.. تقدمت روايته..
- أخبرنا سليمان بن حرب قال: أخبرنا حمّاد بن زيد عن سعيد بن يزيد أبي مسلمة عن أبي نَضْرَة عن جابر بن عبد الله قال: دُفن مع أبي في قبره رجل أو رجلان فكان في نفسي من ذلك حاجة.. فأخرجته بعد ستّة أشهر فحوّلته فما أنكرت منه شيئًا إلاّ شَعَرَاتٍ كُنّ في لحيته ممّا يلي الأرض..
- أخبرنا الفضل بن دُكين قال: أخبرنا زكريّاء بن أبي زائدة قال: حدّثني عامر الشعبيّ قال: حدّثني جابر بن عبد الله أنّ أباه تُوفّي وعليه دَيْن.. قال: فأتيْتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. فقلت: إنّ أبي تَرَكَ عليه دَيْنًا وليس عندنا إلا ما يُخْرِجُ نَخْلُه فلا يبلغ ما يُخرج نخله سَنَتَين ما عليه فانطلقْ معي لكيلا يفحش عليّ الغُرماء.. قال.. فمشي حَوْلَ بَيْدَرٍ من بَيَادِر التمر ودعا ثمّ جلس عليه وقال: “أين غرماؤه؟” فأوفاهم الذي لهم وبقي مثل الذي أعطاهم.. حسب الطبقات الكبير.. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.