فى جهاد الصحابة الحلقة السادسة والخمسون بعد المائة “أسعد بن زرارة “نقيب بنى النجار 3… مجدى سالم

في جهاد الصحابة.. بقلم/ مجدي ســالم

أسعد بن زرارة نقيب بنى النجار 3

رابعا.. في بعض مواقفه من الدعوة.. بقية.. (منقول)..

أخذ سعد بن معاذ الحربة من يد أسيد.. ثم قال: والله ما أراك أغنيت شيئًا.. ثم خرج إليهما.. فلما رآهما سعد مطمئنين عرف أن أسيدًا إنما أراد أن يسمع منهما.. فوقف عليهما متشمتًا.. ثم قال لأسعد بن زرارة:

• يا أبا أمامة.! والله لولا ما بيني وبينك من القرابة ما رمت هذا مني.. أتغشانا في دارنا بما نكره.. ( تذكر أنه قد قال أسعد بن زرارة لمصعب بن عمير: أي مصعب جاءك والله سيد من وراءه من قومه.. إن يتبعك لا يتخلف عنك منهم اثنان).. فقال له مصعب.. أو تقعد فتسمع.. فإن رضيت أمرًا أو رغبت فيه قبلته.. وإن كرهته عزلنا عنك ما تكره.. قال سعد: أنصفت.. ثم ركز الحربة وجلس.. فعرض عليه الإسلام وقرأ عليه القرآن.. قالا: فعرفنا والله في وجهه الإسلام قبل أن يتكلم لإشراقه وتسهله.. ثم قال لهما سعد: كيف تصنعون إذا أنتم أسلمتم ودخلتم في هذا الدين.؟ قالا: تغتسل فتطهر ثوبيك ثم تشهد شهادة الحق.. ثم تصل ركعتين..
  خامسا.. ما روى الصحابة في ترجمته..
• فعن عمر بن الخطاب عن أم المؤمنين عائشة.. قالت : نقب النبي – صلى الله عليه وسلم – أسعد بن زرارة على النقباء.. وعن خبيب بن عبد الرحمن.. قال: خرج أسعد بن زرارة وذكوان بن عبد قيس إلى مكة.. إلى عتبة بن ربيعة.. فسمعا برسول الله صلى الله عليه وسلم.. فأتياه .. فعرض عليهما الإسلام .. وقرأ عليهما القرآن .. فأسلما .. فكانا أول من قدم المدينة بالإسلام ..
  سادسا.. في فضل العقبة..
• أنه لما كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أولئك النفر عند العقبة.. في مكة في الموسم.. ودعاهم إلى الله..وفيهم أسعد بن زرارة.. قال بعضهم لبعض: يا قوم تعلمون والله إنه النبي الذي توعدكم به يهود فلا يسبقونكم إليه..فأجابوه فيما دعاهم إليه.. بأن صدقوه وقبلوا منه ما عرض عليهم من الإسلام..
• ثم قالوا له: إنا قد تركنا قومنا ولا قوم بينهم من العداوة والشر ما بينهم.. فعسى الله أن يجمعهم بك..فسنقدم عليهم فندعوهم إلى أمرك.. وتقرض عليهم الذي أجبناك إليه من هذا الدين.. فإن يجمعنهم الله عليك فلا رجل أعز منك.. ثم انصرفوا راجعين إلى بلادهم قد آمنوا وصدقوا..
• روى عبد الملك بن محمّد بن عبد الرحمن عن عُمارة بن غَزيّة قال: أسعد بن زُرارة أوّل من أسلم.. ثمّ لقيه الستّة النفر هو سادسهم.. وكانت أول سنة.. والسنة الثانيةَ لقيه بالعَقَبة الاثنا عشر رجلًا من الأنصار فبايعوه..
• والسنةَ الثالثةَ لَقِيَه السبعون من الأنصار فبايعوه ليلة العَقَبة وأخذ منهم النقباءَ الاثني عشرَ.. فكان أسعد بن زُرارة أحد النقباء.. وقال محمّد بن عمر: ويُجْعَل أيضًا أسعد بن زُرارة في الثمانية النفر الذين يرون أنّهم أوّل من لقي النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم.. يعني من الأنصار.. وأسلموا.. وأمر الستّة أثبت الأقاويل عندنا إنّهم أوّل من لقي النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم.. من الأنصار فأسلموا ولم يـُسلم قبلهم أحد..
  سادسا.. تأسيس المسجد النبوي..
  عن أم خارج.. أخبرتني النوار أم زيد بن ثابت.. أنها رأت أسعد بن زرارة قبل مقدم النبي – صلى الله عليه وسلم – يصلي بالناس الصلوات الخمس.. يجمع بهم في مسجد بناه.. قالت : فأنظر إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لما قدم.. صلى في ذلك المسجد وبناه.. فهو مسجده اليوم..
  سابعا.. في وفاته.. رضي الله عنه.. قال صلى الله عليه وسلم لبني النجار..”أنتم أخوالي وأنا نقيبكم”..
• روى عن محمّد بن عبد الرحمن بن سعد بن زُرارة قال: أخذتْ أسعدَ بن زُرارة الذُّبَحَةُ.. فأتاه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. فقال..” اكْتَوِ فإني لا ألومُ نفسي عليك”.. وروى عمرو بن شعيب عن بعض أصحاب النبيّ.. صلّى الله عليه وسلم – قال: كوى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. أسعدَ بن زرارة مرّتين في حَلْقِه من الذُّبَحَة وقال..” لا أدع في نفسي منه حَرَجًا”.. وفي رواية: أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. عاد أسعدَ بن زُرارة وبه الشّوْكَة.. فلمّا دخل عليه قال.. ” قاتل الله يهودَ يقولون لولا دَفَعَ عنه.. ولا أملك له ولا لنفسي شيئًا.. لا يلوموني في أبي أُمامة”.. ثمّ أمر به فكُوي وحجّر به حَلْقَه..
• وأوصى أبو أُمامة.. ببناته إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. وكُنّ ثلاثًا.. فكنّ في عيال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. يَدُرْنَ معه في بيوت نسائه وهُنّ كبشة وحبيبة والفارعة.. وروى محمّد بن عمارة عن زينب بنت نُبيط بن جابر.. امرأة أنس بن مالك.. قالت: (أوصى أبو أُمامة.. بأمّي وخالتي إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. فقدم عليه حَلْيّ فيه ذهب ولُؤلؤ يقال له الرِّعاث.. فحلاّهنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. من تلك الرّعاث).. قالت.. ” فأدركتُ بعضَ ذلك الحَلي عند أهلي” ..
  رحم الله الداعية أبي أمامة.. أسعد بن زرارة.. أراكم غدا إن شاء الله..